أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، عن "تعيين جون لوي يبونكو، الوزير الأسبق وأمين عام قصر الإليزي ممثلا خاصا للعلاقات مع الجزائر خلفا لجون بيار رافاران"، في مسعى لدفع "العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة وشراكة متميزة تترجم إرادة الرئيسين فرانسوا هولاند وعبد العزيز بوتفليقة في رسم تقارب استثنائي بين البلدين". وجاء تعيين بيانكو خلفا لرافاران بعدما أبدى الأخير رغبته في التفرغ إلى مهامه الجديدة كرئيس للجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي. وفي أول تصريح له بعد تقلده المنصب، أكد الممثل الجديد للعلاقات مع الجزائر في الخارجية الفرنسية أن "كل الظروف مواتية لإعطاء دينامكية في العلاقات تنم عن إرادات ملموسة تحذو الطرفين الفرنسي والجزائري كما نعتقد على أساس أن الموضوعية والجوار والصداقة أن كل الشروط مجتمعة لتجسيد المرحلة الجديدة التي تعتبر ضرورية بالنسبة للبلدين"، وأضاف قائلا "إن العلاقات طيبة وهناك مستويات جيدة وأخرى غير مرضية وأنا أؤيد المستويات الجيدة". وسيرافق الممثل الخاص للعلاقات مع الجزائر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المرتقبة، حيث سيشارك في الاحتفائية الخاصة بتدشين مصنع "رونو" للسيارت الفرنسية بوهران وكذا المشاركة في فعاليات اللجنة المختلطة الاقتصادية الفرنسية الجزائرية. وتابع المسؤول الفرنسي "أن العلاقات الجزائرية الفرنسية سجلت في الفترة الأخيرة تطورا إيجابيا في مناخ جد ملائم تطبعه نشاطات مكثفة وحركية في المبادلات وكذا إرادة سياسية قوية في تسوية المشاكل التي تطرح في العلاقات الثنائية". وتشكل الزيارة التي سيقوم بها الوفد الفرنسي بقيادة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتقييم مدى تقدم مختلف ملفات العلاقة الثنائية التي التزم البلدان بإدراجها في إطار بناء شراكة متميزة والتي أكد على مبدئها الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند، مناسبة لتبادل وجهات النظر والتحاليل حول عدد من مواضيع الساعة على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما مسار دفع بناء الصرح المغاربي والوضع في منطقة الساحل والتنمية في الفضاء المتوسطي، بالإضافة إلى مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أكد في رسالة وجهها لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 أن الانعقاد المقبل للجنة الاقتصادية الجزائرية الفرنسية واللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى سيشكلان فرصا "استثنائية" لإعطاء "دفع إضافي" للتعاون بين الجزائر وفرنسا. وكتب الرئيس الفرنسي في رسالته "أتمنى أن تشكل هذه المواعيد فرصة لإحراز المزيد من التقدم في تعزيز شراكتنا الاقتصادية في خدمة الشغل والتنمية الصناعية"، واسترسل قائلا "لم يبق مجال لم يشمله التعاون بين بلدينا في كنف الثقة وكلهما إرادة في المضي قدما وتطوير علاقاتهما بشكل أكبر بغية التمكن سوية من رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي يواجهها المجتمعان الجزائري والفرنسي.