يشرع الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية السيد لوران فابيوس، اليوم، في زيارة عمل للجزائر تدوم يومين وتهدف إلى تقييم مدى تقدم مختلف ملفات العلاقات الثنائية التي التزم البلدان بإدراجها في إطار بناء الشراكة المتميزة التي أكد على مبدئها رئيسا البلدين السيدان عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند. وتعد زيارة فابيوس للجزائر الأولى من نوعها لرئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى منطقة المغرب العربي والعالم العربي بشكل عام، وذلك منذ تعيينه في هذا المنصب في حكومة جون مارك أيرول التي نصبها الرئيس فرانسوا هولاند بعد انتخابه في ماي الماضي. وفي هذا الصدد، صرح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية السيد بيرنار فاليرو أن هذه الزيارة تؤكد الأهمية التي توليها فرنسا لعلاقاتها مع الجزائر، واصفا هذه العلاقات بالمميزة بالنظر إلى عمقها وكثافتها. كما توقع السيد فاليرو أن تكون المحادثات التي ستجمع مسؤولي البلدين بمناسبة هذه الزيارة هامة للغاية، مشيرا إلى انه بالنسبة لفرنسا "فإن الأمر يتعلق بالارادة في تعزيز نوعية حوارنا السياسي حول القضايا الدولية الهامة مع شركائنا الجزائريين، وكذا بإرادة وتطلعات مشتركة. وأوضح في سياق متصل بأن العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا تتضمن بطبيعة الحال الجانب الاقتصادي وتطوير التعاون الثقافي وسلسلة كبيرة من النقاط التي سيعمل عليها البلدان سويا. ولدى تطرقه لجدول أعمال زيارة السيد فابيوس، أشار الناطق باسم ال«كي دورسيه" أن الزيارة ستكون مناسبة لتناول مجموع المواضيع التي هي في صميم العلاقات بين البلدين سواء كانت ثنائية أو ذات اهتمام إقليمي ودولي مشترك، مع بدء التحضير للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا إلى الجزائر. كما ذكر المتحدث أن الزيارة ستتناول أيضا بحث المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومن أبرزها الوضع بمنطقة الساحل وفي سوريا والاتحاد من أجل المتوسط، وبصورة أعم "الفضاء الواسع للتعاون بين شمال حوض المتوسط وجنوبه وكل القضايا الدولية الهامة الأخرى"، معبرا عن اعتقاده بأن "شركاءنا الجزائريين يشاطروننا الرأي بضرورة أن تكون لنا مبادلات ليست منتظمة فحسب بل معمقة حول مجموع هذه المواضيع". ويجدر التذكير في هذا السياق بأن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كان قد أعرب في برقية تهئنة إلى السيد فرانسوا هولاند بعد انتخابه في ماي الفارط رئيسا للجمهورية الفرنسية عن تمام استعداده للعمل معه من أجل تعاون جزائري -فرنسي في مستوى إمكانيات البلدين، ومتساوق مع ما لعلاقاتهما من بعد إنساني، ومنسجم مع هدفهما في تجسيد الشراكة الإستثنائية التي يطمح البلدان إلى بنائها. وأشار الرئيس بوتفليقة في ذات السياق إلى أن التحديات التي تواجه المجموعة الدولية اليوم تدعو إلى تعميق الحوار السياسي بين البلدين وإلى ضم الجهود قصد تحقيق غايات السلم والاستقرار والرقي والتي ينشدها البلدان في فضاء المتوسط وعبر العالم. كما أكد رئيس الجمهورية في برقية التهنئة التي بعثها أول أمس للرئيس هولاند بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لفرنسا المصادف ل14 جويلية، أن الأوان قد حان لإخضاع الماضي بين الجزائروفرنسا لفحص حصيف وشجاع يساهم في تعزيز أواصر الاعتبار والصداقة بين البلدين. ومن جهته، أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في برقية التهنئة التي وجهها إلى الرئيس بوتفليقة بمناسبة خمسينية استقلال الجزائر عن إرادته في تعزيز الصداقة بين البلدين، مشيرا بالمناسبة إلى أن التاريخ الطويل والمشترك خلق بين الجزائروفرنسا روابط مكثفة يتعين من خلالها المضي معا من أجل بناء هذه الشراكة. كما أكد هولاند على ضرورة تعميق سياسة البلدين حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن أجل مواجهة التحديات بمنطقة المتوسط، مبرزا قدرة البلدين على تطوير مشاريع طموحة تعود بالفائدة على الشعبين، ولافتا في هذا الصدد إلى إمكانية إفادة شريحة الشباب في مجال التكوين والتعليم العالي مع تعزيز التعاون العلمي والمبادلات الاقتصادية بين البلدين.