- الاحتلال يشنّ حملة اعتقالات في "الضفة الغربية" عقد البرلمان الفرنسي أمس، جلسة للتصويت على دعوة الحكومة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في خطوة رمزية لن تؤثر في الموقف الدبلوماسي الفرنسي، في وقت تعمل فيه باريس على استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي باستئناف مفاوضات السلام واختتامها في غضون عامين. ويهدف التحرك الذي يقف الحزب الاشتراكي الحاكم وراءه وتدعمه الأحزاب اليسارية وبعض المحافظين لمطالبة الحكومة "باستخدام الاعتراف بدولة فلسطينية بهدف حل الصراع بشكل نهائي". ويقول منظمو التصويت الذي من المقرر أن يُجرى الساعة ال16 بتوقيت غرينتش إنه يرمي لممارسة ضغط سياسي على الحكومة الفرنسية لتقوم بدور أكثر فاعلية إزاء القضية، في حين أظهر استطلاع رأي أجري في الآونة الأخيرة أن ما يربو على 60٪ من الفرنسيين يدعمون إقامة الدولة الفلسطينية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للبرلمان إن الحكومة ليست ملزمة بالتصويت، لكنه أضاف أن الوضع الراهن غير مقبول، وأن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية دون تسوية عن طريق التفاوض إذا فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات. ومن ناحيتها، عارضت إسرائيل بشدة التحرك الفرنسي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة بأنها "خطأ جسيم". وبينما تعترف معظم الدول النامية بدولة بفلسطين لا تعترف بها معظم دول أوروبا الغربية وتدعم الموقفين الإسرائيلي والأميركي اللذين يريان أن قيام دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم من خلال المفاوضات مع إسرائيل. لكن الدول الأوروبية تشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه إسرائيل التي تواصل بناء المستوطنات على الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها منذ انهيار آخر جولة من المحادثات التي ترعاها الولاياتالمتحدة في أفريل. ويقول الفلسطينيون إن المفاوضات فشلت ولا خيار أمامهم سوى مواصلة الدفع من جانب واحد باتجاه إقامة دولة. وفي الأثناء، أعلن فابيوس أن باريس تعمل لاستصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقضي باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين واختتامها في غضون عامين. وقال فابيوس إنه "إذا فشل المسعى الأخير في التوصل إلى حل عن طريق التفاوض فسيكون لزاما على فرنسا أن تقوم بما يلزم للاعتراف دون تأخير بالدولة الفلسطينية". في السياق ذاته، أكد السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين أن الولاياتالمتحدة لن تعترف بالدولة الفلسطينية من طرف واحد، موضحاً أن هذا الاعتراف لم ولن يكون على الإطلاق سياسة بلاده. وحذّر ماكين في حوار مع قناة "أورو نيوز" من تأثيرات الأحداث الإقليمية التي سبقت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن بينها ظهور تنظيم "داعش"، وما أسماه التطرف الإسلامي، والتي تنعكس بدورها على الفلسطينيين. وفي رده على قرار عدد من الدول الأوروبية الاعتراف رسميا بهذه الدولة، قال ماكين إن "هذه لن تكون أبداً سياسة الولاياتالمتحدة التي لن تعترف بفلسطين من طرف واحد". من ناحية أخرى، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الفلسطينيين في أنحاء متفرّقة، من الضفة الغربيةالمحتلة. في مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، شمال مدينة القدسالمحتلة، اعتقل جنود الاحتلال محمد عودة، ومنيف العو، ومحمد أصلان، بعد تفتيش منازلهم، والعبث بمحتوياتها، وسط اندلاع مواجهات عنيفة، مع الشبان الذين حاولوا التصدي لعملية الاقتحام، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، كذلك اعتقل عمار عليان، وعبد صافي، من مخيم الجلزون، شمال مدينة رام الله.