لم تخرج تصريحات وزير الخارجية المغربي عن سياق الاتهامات غير المؤسسة والتحامل على كل ما هو جزائري. فكعادته، لا يترك المغرب فرصة إلاّ واستثمرها من أجل التطاول على الجزائر وتشويه سمعتها وصورتها عالميا ودوليا، وهي الورقة التي لعبها دائما كلما ضعف موقفه واشتد الموقف الدولي الداعم للقضية الصحراوية. و في آخر خرجات النظام المغربي ضد الجزائر،اتهمت الحكومة المغربية الجزائر بالوقوف وراء عملية شبيهة ب«ويكيليكس" تعرضت لها وزارة الخارجية، تتعلق بتسريب وثائق دبلوماسية مغربية سرية، بعضها مرتبط بالنزاع الصحراوي. وأعلنت رفع شكوى لدى الأممالمتحدة ضد الجزائر. وجاءت التهمة على لسان وزيرا الخارجية والإعلام المغربيين. وسرَب الموقع المشهور "كريس كولمان 24"، عبر حسابه ب"تويتر"، منذ مارس الماضي، العشرات من الوثائق السرية للدبلوماسية المغربية، يتعلق معظمها بقضية الصحراء الغربية والفساد في المؤسسات والإدارات الحكومية. وتمتد تواريخ الملفات من 2011 إلى 2014. ومن أخطر ما نشره الموقع، حديثه عن وثائق تثبت شراء المخابرات المغربية أقلام صحافيين فرنسيين وأمريكيين لكتابة مقالات في مصلحة المغرب ومقاربته للنزاع في الصحراء الغربية ومن أجل تشويه سمعة الجزائر دوليا".. وتأتي الاتهامات المغربية بعد من حادثة إطلاق النار بالحدود، ومن شأنها أن تعمَق الأزمة بين البلدين وتضع العلاقات بينهما في نفق مظلم. وهاجم وزير خارجية "أمير المؤمنين"، صلاح الدين مزوار، الجزائر مدعيا أنّها طرف في نزاع الصحراء الغربية، وهو ما نفته الجزائر دائما باعتبار أنّ مناصرتها للصحراويين نابعة من المبدأ الذي تبنته الجزائر منذ الاستقلال والمتمثل في حق الشعوب في تقرير مصيرها. ووصف صلاح الدين مزوار بشكل مباشر، الجزائر ب "الخصم" و" العدو" متوعدا إياها ب "الاصطدام والمواجهة مباشرة طيلة سنة 2015′′، مضيفا أن المغرب قطع مع الديبلوماسية الدفاعية. متهما إياها بالوقوف وراء تعطل أي حل ممكن في قضية الصحراء الغربية، وهو ما تنفيه الوقائع والحقائق، اذ أن الجزائر دائما ما كانت تدعو إلى ترك الصحراويين وحدهم يقررون مصيرهم عبر استفتاء حر و بلا شرط يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره بحرية. وأضاف مزوار خلال جلسة للجنة الخارجية بمجلس المستشارين أن المغرب سينتهج استراتيجية جديدة خلال سنة 2015. ومرة أخرى يرمي المغرب بمشاكله الاقتصادية والسياسية الداخلية اتجاه الجزائر ، ومرة أخرى يتجه المغرب بمغالطاته نحو جبهته الداخلية المتفككة بسبب الصراع الدائر حول الحكومة ما يهدد استقرار المخزن وسط ظروف إقليمية عاصفة يبحث فيها المغرب عن مبررات شن معارك وهمية مع جيرانه على خلفية قضية الصحراء الغربية التي أصبحت تفتك المزيد من النجاحات السياسية على مختلف الأصعدة . فقد أرغمت الأممالمتحدة المغرب على الخضوع لبرنامج مراقبة حقوق الإنسان الذي سجلت فيه الحكومة المغربية أسوأ البيانات ، كما رفض الاتحاد الأروبي معظم العروض والتنازلات التي قدمها المغرب لاستنزاف الثروات في الصحراء المحتلة. المغرب الذي خسر كل أوراق لعبته ضد الجزائر والقضية الصحراوية يتعمد الرمي بأزماته في مربع العلاقات الثنائية مع الجزائر وربط ذلك بقضية الشعب الصحراوي الذي يطالب بالسيادة في تقرير مصيره.