- جدار عازل بين "العرب وبني ميزاب" يفجّر الوضع - تعزيزات استثنائية من الولايات المجاورة للسيطرة على أحداث الشغب أسفرت عملية بناء جدار عازل بين العرب والميزابيين، ليلة الخميس إلى الجمعة، عن اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات التدخل السريع والمواطنين في عدة أحياء بمدينة بريان شمال ولاية غرداية. وخلفت الاشتباكات التي دامت عدة ساعات سقوط العديد من الجرحى وقطع الطريق الوطني رقم واحد. فيما أطلقت وحدات من الدرك والشرطة حملة توقيفات في صفوف مشبوهين. وأفاد مصدر أمني محلي إن "المناوشات بدأت عقب محاولة عشرات الشبان الشروع في بناء جدار عزل جديد في سابقة خطيرة لإثارة النعرات الطائفية بين الأحياء التي يقيم فيها طرفا النزاع في بريان، حيث سارعت وحدات الأمن للتدخل وأمرت بتوقيف فوري لأشغال البناء. وذكر المصدر أن "بعض الشبان حضروا للعملية في الفترة المسائية باستقدام عدة بنائين ومتطوعين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنوا في ظرف قياسي من تشييد جزء كبير من جدار عملاق وسط الأزقة، حيث شهدت بعض الأزقة التي يشترك فيها مواطنون من العرب وبني ميزاب، غلق متعمد لمنع التواصل في العديد من المناطق". ونشبت هذه المواجهات بين شبان وقوات الأمن بعد توقيف الشرطة، شبان متهمون بالقيام بأعمال بناء غير قانونية ودون ترخيص من السلطات المحلية، كما أوضح أحد الأعيان ومنتخب من المنطقة. وقام شباب ملثمون بأعمال رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة قبل أن يتدهور الوضع، مما أحدث جوا من عدم الأمن وتسبب في انقطاع حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم واحد الذي يمر وسط مدينة بريان. وقام عدد كبير من الشبان بمهاجمة أعوان الشرطة أثناء تأدية واجبهم أمام إقامة رئيس الدائرة، مستعملين الحجارة والزجاجات الحارقة التي كادت أن تتسبب في حرق مركبة للشرطة وسيارتين مركونتين في موقع الأحداث. وفشلت التعزيزات الأمنية التي أمرت وزارة الداخلية بنقلها إلى بريان في منع قطع الطريق الوطني رقم واحد على مدى أكثر من ست ساعات، ولم تتمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على الطريق إلا بعد الساعة التاسعة من صباح أمس. وأسفرت الأحداث الأخيرة حسب مصادر محلية عن تخريب وحرق 4 بيوت وإصابة عشرات النساء والأطفال بحالات اختناق بسبب الغاز المسيل للدموع. وتم حسب مصدر أمني إيقاف 8 أشخاص خلال الليل من طرف الشرطة والدرك الوطني بالاستعانة بأشرطة فيديو صورتها كاميرات المراقبة المنصوبة في عدة زوايا بتلك الأحياء. كما خلفت هذه المواجهات نحو عشرة جرحى، لا سيما في أوساط رجال الأمن وذلك جراء رمي زجاجات حارقة، كما أوضح مصدر طبي. ولا تزال آثار ما خلفته أعمال التخريب لتجهيزات حضرية وبقايا عجلات مطاطية محروقة وحواجز لمتاريس من حجارة وبقايا قنابل مسيلة للدموع بادية للعيان بمدينة بريان. وكشف مصدر أمني أنه تم نشر تعزيزات أمنية استقدمت من ولايات مجاورة للحفاظ على الأمن العمومي بهذه المدينة.