أثارت الإجراءات التقشفية الأخيرة التي أعلنت عنها حكومة عبد المالك سلال، ردود فعل واسعة لدى المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، فعجت صفحات "الفايسبوك" على اختلاف أصحابها بصور تعبيرية وأخرى كاريكاتورية تصور واقع الشعب الجزائري ومستقبله في ظل انهيار أسعار المحروقات بتعابير هزلية تحمل دلالات سياسية عميقة عن سوء التسيير وغياب الاستشراف والعدالة الاجتماعية. وعلق أحد "الفايسبوكيين" ساخرا على أحد المنشورات الإخبارية "إذا ارتفع سعر النفط يعود ذلك بالنفع على الحكام وإن انخفض سعره يدفع المواطن البسيط الثمن"، فيما قال آخر "حري بهم أن يسترجعوا الأموال التي ذهبت من هنا وهناك أيعقل أن نمسح ديون 25 دولة إفريقية وليس لنا ما نضمن به قوت شعبنا إلا لأربع سنوات". وذهب أحد المعلقين إلى القول "لا يعقل أن يتم تجميد كل المشاريع وتوقيف التوظيف في قطاع الوظيف العمومي، إنها بمثابة إحالة جماعية للشباب على البطالة المسبقة وليست حلا". وفضل آخرون الاستهزاء وروح الدعابة كوسيلة للتعاطي مع القرارات الحكومية، فراح أحدهم يتلو بيتا شعريا للشاعر المصري أحمد شوقي حرفه كالتالي "فإنما الجزائريين نفطهم فإن هو ذهب ذهبوا" ونشر آخر منشور حمل التالي "الفقاقير يتقشفوا والنواب يتفششو" كما شكل "التقشف" مادة دسمة لمواضيع الصور والكاريكاتوريهات المنشورة، فرشح بعض الفايسبوكيين الفنان بلاحة بوزيان الذي تقمص شخصية "قادة" البخيل في سلسلة "جمعي فاميلي" كوزير مكلف بالتقشف وراحوا ينشرون صورا مفبركة له ببذلة رسمية في البرلمان، فيما بلغ الأمر بالبعض إلى نشر وصفات لأدوية تحرض "الغدة التقشفية" للمواطنين تحمل تسمية "تيقشفانين" في صورة تناقلها رواد شبكات التواصل الاجتماعي بكثرة. وفي نفس الموضوع، أبدعت ريشة رسامي الكاركاتور في توصيل أجمل الصور التعبيرية والرسوم الهزلية ذات الدلالات العميقة فرسم أحدهم صورة للعلم الوطني على شكل برميل نفط، فيما وضع آخر رسما لشخص بدين في إشارة إلى مسؤول في كفة ميزان وبرميل نفط في كفة أخرى من تحتهما واد سحيق في دلالة إلى ارتباط المسيرين في الجزائر ومن ورائهم مستقبل البلاد بمصير برميل النفط في الأسواق الدولية.