كشف التحقيق الذي قامت به فرقة البحث والتحري التابعة لمصالح الدرك الوطني لولاية الجزائر، بخصوص المشاكل التي عاشتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية خلال شهر ديسمبر الماضي إثر الاضطرابات الكبيرة التي عرفتها العديد من الرحلات المحلية، أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الحالة السيئة التي توجد عليها الطائرات التي قامت الشركة الوطنية باستئجارها من متعاملين أجانب. وأكد التحقيق أن الطائرات المستأجرة من طرف شركة الطيران الجزائري تعاني من عدة أعطاب فنية ومشاكل تقنية، وبالتالي عدم قدرتها على التحليق وأداء مهمتها على أكمل وجه، وهذا ما تسبب في حالة الاضطراب التي عرفتها رحلات الطيران الداخلية بعد إلغاء وتأخير العديد من الرحلات خلال شهر ديسمبر الفارط، الأمر الذي أضر كثيرا بسمعة وصورة شركة الطيران الوطنية. وحمل تقرير لجنة التحقيق التابعة لمصالح الدرك الوطني، شركة الخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية هذا الاضطراب، لكونها قامت باستئجار طائرات غير فعالة وتعاني من عدة مشاكل بأموال طائلة. بالمقابل، فإن شركات أخرى منافسة للخطوط الجوية الجزائرية تمكنت من انتزاع عقود تأجير طائرات لشركات أجنبية بأقل تكلفة وأكثر نجاعة وفعالية. وكانت شبكة الرحلات الداخلية التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قد عرفت العديد من المشاكل التقنية خلال النصف الثاني من شهر ديسمبر الماضي، الأمر الذي أرغم الشركة على إلغاء وتأخير العديد من الرحلات الداخلية، لاسيما منها المتجهة إلى مدن الجنوب الجزائري مثل تمنراست وغرداية... وهذا ما ولد تذمرا كبيرا لدى المسافرين، حيث عاش مطار الجزائر أجواء مشحونة ومتوترة.