تحطم الطائرة، تذبذب الرحلات.. صيف أسود على الجوية الجزائرية تعيش شركة الخطوط الجوية الجزائرية صيفا أسود على عدة مستويات، وكانت البداية بتحطم طائرة مستأجرة أدى إلى فتح تحقيق مع إطارات الشركة حول ظروف استئجارها. في المقابل، حطمت الشركة رقمها الخاص في عدد الرحلات الملغاة والأخرى التي تعرف تأخيرات خرافية. صيف 2014 سيكون “صيفا للنسيان” بالنسبة للشركة العمومية للنقل الجوي، بالنظر لما يحدث على عدة مستويات، فكانت البداية بقضية التخفيضات التي لم تر النور، أو على الأقل رأت النور بصورة ملتوية، لتليها حادثة تحطم الطائرة التي فتح بشأنها تحقيق قضائي معمق، استمع فيه لإطارات الشركة بمن فيهم الرئيس المدير العام، محمد الصالح بولطيف حول ظروف استئجار الطائرة الاسبانية التابعة ل”سويفت إير”. التحقيق هذا، تقول مصادر، “سيؤدي إلى سقوط رؤوس بكل تأكيد، فالسلطات الفرنسية التي فقدت 54 من رعاياها لن تلتزم الصمت، فمثلما تم تسجيل تنقل محققين جزائريين بإنابات قضائية إلى فرنسا، ستقوم فرنسا بنفس الشيء للوقوف على ظروف استئجار طائرة عمرها 18 سنة وبطاقم يفتقد الخبرة، خاصة وأن عائلات ضحايا بفرنسا أودعت، وأخرى ستقوم بنفس الشيء، دعوى قضائية ضد مجهول بتهمة الإهمال والتسيب المفضي للموت”. متاعب الشركة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث استطاعت خلال الصيف الحالي تحطيم رقمها القياسي في عدد الرحلات التي تم إلغاؤها أو عرفت تأخيرا فاق الست ساعات، فمنذ يومين قام مسافرون باتجاه عنابة بغلق منافذ المحطة الداخلية احتجاجا على تأخر رحلتهم لأكثر من ثماني ساعات، ما جعل البعض يعلقون أن “الجوية الجزائرية هي شركة النقل الجوي الوحيدة في العالم التي تجعلك تسافر برا”، فرحلة برا بين العاصمة وعنابة تستغرق 7 ساعات. المسافرون أمس من ورڤلة إلى العاصمة عرفوا تقريبا نفس المصير، ففي الوقت الذي كان من المفروض أن تقلع الطائرة على الساعة العاشرة صباحا، لم يستطع المسافرون امتطاءها إلا في حدود الساعة الثانية زوالا، وهنا لا يمكن تصنيفه تأخيرا، فالأمر يتعلق بأربع ساعات فقط. نفس المصير تعرفه الرحلات الدولية، فعلى صفحة ما يسمى تنسيقية المغتربين الرافضين للأسعار المطبقة من قبل الجوية الجزائرية، يتم نشر مختلف الرحلات التي تعرف تأخرا أو إلغاء على مستوى المطارات الفرنسية، والمعلومات مصدرها شركة تسيير المطارات الفرنسية، ونجد أن أرحم تأخير يصل إلى ساعتين، فيما يتم إلغاء رحلات دون سابق إنذار ودون تقديم أي تبرير، ويصل تأجيل بعض الرحلات إلى يوم كامل. وعجز محمد الصالح بولطيف، بعد ثلاث سنوات من تعيينه على رأس الشركة، بصفة كلية في إعادة الشركة إلى السكة، فهذه الأخيرة لولا دعم الخزينة العمومية كان سيكون مصيرها الإفلاس.