- خبراء أمنيون: "هولاند نجح في امتحان تعبئة الرأي العام" - وزير الدفاع الفرنسي: "وجود بؤر إرهابية قريبة من المتوسط يهدد أمننا" يوحي تركيز السلطات الفرنسية على ضرورة "التحرك الشعبي والسياسي" ضد الإرهاب، وحرصها على المشاركة القياسية في مظاهرات اليوم للتنديد بالمجزرة التي حصلت في مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي ايبدو"، بتحضير الرأي العام المحلي والدولي ضد مخطط تدخل عسكري جديد في ليبيا لاجتثاث "بؤر الإرهاب" التي تهدد حسب وزير الدفاع الفرنسي ليس منطقة الساحل فحسب بل عمق فرنسا وأوروبا على المدى القريب. وبدأت أصوات محللين أمنيين عبر القنوات الفرنسية ترتفع بشأن تساؤلات حول تنفيذ تلك الهجمات بسهولة لم يكن يتصورها أحد في منطقة كانت مصنفة أصلا، "محل استهداف وذات خطورة أمنية عالية" والخطاب الذي رافقها حول مسارعة الرئيس للتأكيد على شد أواصر الوحدة بين مكونات المجتمع الفرنسي لإثبات "الوحدة الوطنية ضد الإرهاب" كمقدمة لاتخاذ تدابير وقرارات أخرى في هذا الاتجاه. ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مختصين مخابراتيين أن ما يحصل "لا يزال يطرح عدة نقاط ظل، رغم أنه نجح في تعبئة السلطة والمعارضة بكل أطيافها في توحيد جهودها لمكافحة الإرهاب". في حين قال آخرون إنه "مجرد تركيب يهدف إلى تحويل الأنظار بعد اكتشاف مهام سرية من قبل استخبارات دول الساحل عشية الحديث عن تدخل عسكري يقتضي حسب الحكومة إجماعا دوليا وأكثر منه إجماعا وطنيا في فرنسا". على صعيد متصل، قال الخبير الأمني البريطاني ستيف بارك في تصريحات نقلتها وسائل إعلام فرنسية إنه "كان على السلطات الفرنسية أن تقبض على منفذي الهجوم في باريس أحياء". وأضاف في تعليق له على مقتل المشتبه بهم في الأحداث الدامية "لقد جربنا ذلك في إيرلندا، وكان القبض على المتهمين سيفيد الأجهزة الأمنية الفرنسية، لكن موت المشتبه بهما أذهب معلومات مهمة كان يفترض الحصول عليها". ويقول خبراء آخرون علقوا على مقتل المتشبه بهما استضافتهم إذاعة فرنسا الدولية، إن تزامن الهجوم على المشتبه بهما مع الهجوم على محتجز الرهائن في المطعم اليهودي يعود ليضع علامة استفهام كبرى، إن لم يكن بالإمكان التفاوض مع المشتبه بهما فما هو تبرير الهجوم في اللحظة نفسها على محتجز الرهائن؟، إلا أنه حاول تبرير ما قامت به الأجهزة الأمنية الفرنسية بقوله: يبدو أن الأمر كان صعباً والمشتبه بهما رفضا الاستسلام ودخلا معركة، ويعلق متخصصون في مكافحة الإرهاب بأن الأجهزة الأمنية الفرنسية تخفي شيئاً لا تريد لأحد أن يطلع عليه، من ضمنه أن المشتبه بهما ربما لم يكونا أصلاً هما من قام بمهاجمة الصحيفة. وبرز التناقض بين تسويق السلطات الفرنسية لتنسيق مشترك بين الشقيقين كواشي ومهاجم المتجر اليهودي أمادي كوليبالي، لكن تسجيلات بثتها قنوات فرنسية تشير إلى أن أحدهما ينتمي لتنظيم "القاعدة" وآخر موالي لتنظيم "داعش"، ومعلوم أن التنظيمين لا يتفقان حول خطة "جهادية" واحدة. وفي اتصال منفصل بالقناة ذاتها، أكد شريف كواشي، أحد منفذي عملية "شارلي ايبدو" أنه تم إرساله إلى فرنسا بتمويل من تنظيم القاعدة في اليمن. وفي هذا الإطار، نقلت محطة بي أف أم التلفزيونية في فرنسا عن أمادي كوليبالي محتجز الرهائن في متجر يهودي في ضاحية باريس، انه "نسق" احتجاز الرهائن وقبله قتل شرطية وجرح موظف بلدي في منطقة بورت دومونت روج، مع الأخوين كواشي، منفذي الهجوم الإرهابي الأربعاء الماضي على أسبوعية شارلي ايبدو في باريس. وقال كوليبالي في اتصال بالمحطة قبل حوالي ثلاث ساعات من مقتله إنه ينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي اتصال منفصل بالقناة ذاتها، أكد شريف كواشي، أحد منفذي عملية "شارلي ايبدو" أنه تم إرساله إلى فرنسا بتمويل من تنظيم القاعدة في اليمن.