حبس 8 شبان بتهمة التجمهر المسلح والعنف ضد قوات حفظ النظام العمومي أكدت اللجنة الأمنية المحلية المكلفة بتسيير أزمة غرداية في اجتماع مع ممثلين عن أطراف النزاع أمس "فتح تحقيق جنائي من أجل تحديد مسؤوليات كل واحد في أحداث غرداية الأخيرة". وهددت اللجنة بتشديد اللهجة من خلال تبني "سياسة الكل أمني" للسيطرة على الأوضاع التي انزلقت من أعمال حرق تطال المحلات والمركبات والمنازل إلى استهداف الشبكة المركزية لغاز المدينة" في مسعى لتعفين الوضع وإسقاط أكبر عدد من الضحايا. وأكد مسؤول في اللجنة الأمنية التي يرأسها قائد الناحية العسكرية الرابعة في أعقاب اللقاءات التي جمعته بشكل منفصل مع مختلف أطراف النزاع مجددا عزم الدولة على تطبيق قوانين الجمهورية بحذافيرها ضد كل الأشخاص المتورطين في الأعمال الإجرامية والتخريب التي ارتكبت ضد الأشخاص والممتلكات. وتعهد رئيس اللجنة الأمنية المحلية حسب مصدر عليم بأن تحريات "جد معمقة" ستقوم بها المصالح المعنية بهدف تحديد مثيري الشغب والأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأحداث وتقديمهم للعدالة. وعاد الهدوء الحذر أمس إلى أغلب أرجاء مدينة غرداية، حيث شهدت عدة أحياء في المدينة بعض المناوشات المحدودة، وشلت أعمال العنف التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي الحركة التجارية بشكل كامل ومدارس تعليمية، كما غاب مئات الموظفين والعمال عن عملهم بحجة ضرورة بقائهم في البيوت من أجل حماية أسرهم. وبالموازاة، أودع أمس قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية ثمانية أشخاص ممن يشتبه في ضلوعهم في الاشتباكات التي عرفتها غرداية يومي السبت والأحد الماضيين الحبس من بتهم "التجمهر والإساءة والعنف ضد قوات حفظ النظام العمومي". وأوضح مصدر قضائي مطلع أنه تم تقديم خمسة أشخاص آخرين أمام قاضي التحقيق بنفس التهم ووضعوا تحت الرقابة القضائية، فيما وجّه لشخص آخر أمرا بالحضور يوم المحاكمة. كما سيتم قريبا تقديم أشخاص آخرين متورطين في الأحداث التي تشهدها بعض أحياء غرداية منذ يوم السبت الماضي ويوجدون رهن الحبس أمام الجهات القضائية المختصة. وأكد المصدر القضائي أن كل التوقيفات التي قامت بها قوات حفظ الأمن لاستتبات الأمن والطمأنينة في المزاب جرت في ظل احترام قوانين الجمهورية المتعلقة بحقوق الإنسان. يذكر أن مواجهات متقطعة تخللتها أعمال تحطيم للتجهيزات الحضرية وتخريب وإحراق بعض السكنات والسيارات كانت قد اندلعت ليلة أمس كذلك وبشكل متقطع بين مجموعات من الشباب "إباضيين" وقوات حفظ الأمن العمومي المنتشرة بأحياء باب سعد والحفرة وعين لوبو. وحسب المصالح الولائية، تسببت هذه الأحداث في تخريب وسرقة وإحراق عشرات المنازل والسيارات وتحطيم عدة شبكات لتوزيع الكهرباء والغاز مما دفع مصالح سونلغاز وكإجراء وقائي إلى قطع التموين بغاز المدينة بهذه الأحياء السكنية تفاديا لحدوث الكارثة. وتمت الإشارة إلى أنه أصيب نحو 20 شخصا من بينهم العديد من عناصر الدرك الوطني بجروح متفاوتة بفعل أعمال الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة التي كان يقذفها الشباب من أسطح المنازل خلال هذه الأحداث التي لم تخلف ولحسن الحظ أية خسائر في الأرواح. وتم منذ مساء يوم الجمعة الماضي تعزيز الجهاز الأمن في الأحياء المذكورة، حيث تمكنت فرق التدخل السريع التابعة للدرك الوطني مدعمة بقوات حفظ الأمن من التحكم في الوضع باستعمالها في بعض الأحيان للقنابل المسيلة للدموع لتفريق الشباب. ويسيطر جو من الهدوء الحذر أمس على أحياء غرداية، حيث لم يسجل أي حادث يذكر.