تتحمل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مسؤولية كبيرة حملتها إياها الوزارة الوصية، وذلك عقب الاجتماع الأخير المنعقد في شهر ماي الماضي الذي خرج فيه الجميع بتوصيات تجبر الجميع على دفع عجلة التكوين في الجزائر، وضمان تأطير جيد للاعبين ليكونوا الخزان الذي سيدعم المنتخب الوطني مستقبلا· وعكست القرارات التي خرجت بها الوزارة في آخر اجتماع حول الاحتراف، تحمّل الفاف مسؤولية تكوين اللاعبين الشبان في كرة القدم ليشاركوا على أعلى المستويات وفي كل المستويات، فضلا عن التحضير والسهر على مشاركة كل المنتخبات الوطنية بمختلف أصنافها ومستوياتها في المحافل الدولية· كما أن الفاف مطالبة أيضا بتكوين المدربين ومنحهم أحسن الشهادات لتتوازى مع تلك التي تحصلوا عليها في الجامعات الرياضية، وتبقى الفاف أيضا مطالبة بتكوين الأطباء التابعين لنوادي كرة القدم· ووسط كل هذا تحظى الفاف بالدعم المطلق للدولة كي تسير كل هذه الأمور في الطريق الصحيح· ومنحت الوزارة الفاف مركز سيدي موسى الذي ستستغله لمدة خمس سنوات، في انتظار تجسيد مركز جديد للمنتخبات الوطنية الخاص بها· ويقع مركز سيدي موسى على بعد 30 كلم من العاصمة الجزائر، ويجاور مدينة سيدي موسى، تبلغ مساحته 8,5 هكتارات، هو مركز وطني تقني تابع حاليا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، يمنح تأطير خارقا للعادة للشبان يمكنهم من الحصول على تكوين في المستوى ومطابق للمقاييس الدولية· هذا المركز يملك إدارة خاصة به ومستقل معنويا وماديا، ويوجد حاليا تحت تصرف الفاف منذ شهر ماي الأخير بعدما كان تحت وصاية وزارة الشبيبة والرياضة· خدمات راقية لراحة اللاعبين تجسيد مشروع مركز سيدي موسى جاء مطابقا للمقاييس الدولية، ويمنح أحسن تدريب رياضي خاص بالشبان، فضلا عن الإتقان في التدريبات ويسمح برفع مستوى المتربصين لمواكبة المستوى العالمي في إطار كرة القدم الحديثة· كما يقدم مركز سيدي موسى الأمور التالية: التكوين، إتقان وتعزيز المعارف الرياضية للشبان المؤهلين، وتطوير القدرات الرياضية للشبان· وكل هذا بفضل هياكل رياضية هائلة، فضلا عن إطار تنظيمي جيد وانضباط، وكل هذا في إطار علمي فيما يخص التحضير البدني والتقني للشبان· هذا وقصد ضمان أحسن تحضير للمنتخبات الوطنية، يوفر المركز أحسن الظروف فيما يخص الإقامة، الأكل، النقل، المتابعة الطبية والمعدات الرياضية التي توضع تحت تصرف الشبان المتربصين· ففيما يخص الإقامة يمنح المركز لكل المنتخبات الوطنية خمسة سكنات عالية الجودة، فضلا عن مطعم ممتاز يتسع ل40 فردا، وعمارة للمبيت بها 42 سريرا بجانبها مطعم ثان يتسع ل200 فرد، وسط كل هذا قاعتان للترفيه ومطعم وصالة أخرى بها 62 سريرا· فضلا عن كل هذا يحتوي هذا المركز على قاعة كبيرة للمحاضرات، ليتمكن الشبان من استغلالها في الدروس التي يحصلون عليها خلال تكوينهم في المركز، بعدما وفّر لها نظام خاص للمعلومات يساعد على تنظيم محاضرات تعليمية وبرامج بيداغوجية رياضية· وبما أن المتابعة الطبية للاعبين تعد أساسية ويستحيل التخلي عنها أثناء التكوين وحتى المشاركة في التظاهرات الرسمية، فإن مركز بني مسوس يحتوي على مركز طبي رياضي عالي المستوى بشهادة كل من يزوره، يحتوي على معدات عالية التكنولوجيا تعتمد على الإتقان، مما ساعد المؤطرين والأطباء على متابعة الرياضيين بشكل ممتاز وبطريقة علمية حديثة· ثلاث أرضيات، قاعة لتقوية العضلات وقاعة للاسترجاع وأخرى للاسترخاء والتدليك بعيدا عن الأمور الإدارية والطبية وحتى الخدمات المقدمة من طرف المركز، فإن هذا الأخير يحتوي على ثلاث أرضيات لممارسة كرة القدم، وتتمثل في أرضيتين اصطناعيتين، واحدة هبة من الفيفا في أطار مشروع غول، والملعب الثالث عشب طبيعي يتم السهر عليه ليكون من أحسن الأرضيات في الوطن نظرا لحاجة اللاعبين إلى أرضية من نوعية رفيعة لممارسة اللعبة براحة كبيرة· كما يحتوى المركز على قاعة لتقوية العضلات مزودة بأحدث الماكينات، فضلا عن قاعة للاسترخاء مزودة ''بجاكوزي'' وحمام سونا وحوض للسباحة والاسترجاع وحتى التدليك· يعد مركز سيدي موسى أحد المنشآت الرياضية الهامة في الجزائر، التي ستعين الدولة على دفع عجلة التكوين وضمان خزان مستقبلي لدعم المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها· وقد مكنتنا الزيارة التي قمنا بها لهذا المركز من اكتشاف مرافق راقية وعالية المستوى فيه· لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: لماذا لم يتم استغلال هذا المركز بعد؟ ولماذا يضيع المسؤولون على مستوى الفاف الوقت للشروع في التكوين؟ وقصد الحصول على إجابة صريحة لكل هذه الأسئلة ينبغي لرئيس الفاف أن يتكرم ويمنحنا جواب اليقين بالتفصيل الممل·