أظهر تقرير حديث للبنك الدولي أن إجمالي المساعدات العربية الإنمائية، على امتداد أربعة عقود بلغت 272 مليار دولار أمريكي، حيث تعد هذه النسبة من أعلى المستويات في العالم، باعتبارها تشكل نسبة 5,1 في المائة من إجمالي الدخل القومي العربي، متخطية بمقدار ضعفين نسبة 7,0 في المائة النسبة المرتقبة من الأممالمتحدة للمساعدة الإنمائية· واحتلت الجزائر - حسب ما جاء بالتقرير الصادر مطلع الشهر الجاري، تحت عنوان ''''المساعدة العربية الإنمائية: أربعة عقود من التعاون'' - المرتبة السابعة من حيث الاستفادة من هذه المساعدات والمقدرة ب 36 مليون دولار، خلال الفترة الأخيرة الممتدة بين عامي 2000 و,2008 في حين تصدرت ''الضفة الغربية وقطاع غزة'' قائمة المستفيدين بمبالغ مالية وصلت إلى 1657 مليون دولار، بينما احتلت لبنان المركز الثاني، حيث استفادت من مساعدات عربية إنمائية بقيمة 834 مليون دولار أمريكي، تلاها المغرب ب 771 مليون دولار، اليمن ب 688 مليون دولار، مصر ب 596 مليون دولار، فالسودان 498 مليون دولار، البحرين ب 242 مليون دولار، ثم عمان ب 202 مليون دولار أمريكي·وأكد ذات التقرير، الذي أعدّه فريق كبير من خبراء البنك المتخصصين بالتنسيق مع صناديق التنمية العربية ولجنة المساعدات الإنمائية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن الدول العربية المانحة، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، الكويت والإمارات العربية المتحدة، كانت الأكثر تقديما للإعانات المالية ذات الأغراض التنموية على الصعيد العالمي طوال الأربعة عقود الماضية، حيث تجاوزت إسهاماتهم 90 بالمائة أي ما يعادل 173 مليار دولار·وفي سياق متصل عرفت المساعدات المقدمة من طرف الدول العربية في الآونة الأخيرة توسيعا ملحوظا على صعيد قطاعات التمويل، إذ لم تعد تنحصر في تمويل مشاريع البنى التحتية فقط كما كانت عليه، كما شهدت اتساع على مستوى الدول المتلقية لهذه المساعدات، بحيث لم تعد تتوجه إلى الدول العربية والإسلامية وحسب، بل أصبحت تشمل عددا واسعا من الدول الإفريقية على غرار مالي والسنغال، الآسيوية كسريلانكا وفيتنام، وكذا دول من أمريكا اللاتينية مثل الهندوراس·للإشارة، ذكر التقرير أن البلدان العربية المانحة زادت مؤخرا من حجم معوناتها على الرغم من حدة الأزمة المالية العالمية؛ كما أن المؤسسات المالية العربية تتمتع بقاعدة رأسمالية قوية، مع قدرتها على زيادة نسب هذه المساعدات·