أفاد بنك معلومات الهجرة والتحويلات المالية التابع للبنك الدولي أن قيمة تحويلات مغتربي ومهاجري الدول العربية قد بلغ ما يقارب 29 مليار دولار خلال السنة الماضية، ليعرف بذلك ارتفاعا قدره 89 بالمائة في السنوات الخمس الأخيرة، مسجلا ارتفاع حصة أغلبية الدول العربية من مجموع التحويلات الإجمالية، فيما قدر حجم تحويلات العمال المغتربين إلى الدول النامية عبر القنوات الرسمية ب251 مليار دولار خلال السنة الماضية، أي بنسبة زيادة فاقت 11 بالمئة مقارنة بالعام .2006 بلغت قيمة تحويلات المغتربين والمهاجرين بالجزائر ما يقارب 2,9 مليار دولار خلال العام ,2007 حسب ذات التقرير، لتسجل بذلك المرتبة الثانية من حيث قيمة التحويلات الإجمالية في المنطقة المغاربية، بعد المملكة المغربية التي تمكنت من إحصاء ما يقارب 5,7 مليار دولار، متبوعة بتونس التي سجلت أدنى نسبة تحويلات قدرت ب 1,7 مليار دولار خلال العام الماضي. وتذهب التقديرات الحكومية في الجزائر إلى أن التحويلات المالية للعمال المهاجرين والمغتربين تشكل المصدر الثاني لدخل البلاد من العملات الأجنبية المباشرة، ثلثها من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، غير أنها تسجل مستويات دنيا بالمقارنة مع الدول المغاربية الأخرى، وترجع أغلبية التصورات السائدة في المحيط المالي الجزائري سبب ذلك إلى ضعف أداء البنوك الوطنية، من حيث عجزها عن فتح فروع لها بالخارج، إضافة إلى انخفاض سعر الصرف في السوق السوداء، مقارنة بالأسواق المالية الرسمية، في الوقت الذي يطالب فيه العديد من الخبراء بإيلاء أهمية قصوى لهذا العامل الاقتصادي على غرار تلك الممنوحة لقطاع المحروقات. وفي ذات السياق لاحظ ديليب راتا خبير في بنك الهجرة التابع للبنك الدولي، أن تحويلات العمال المغتربين تشكّل أكبر مصادر التمويل الخارجية المتوفرة للدول النامية، وتضاهي في قيمتها الحقيقية حصيلة المساعدات الإنمائية، المعروفة باسم المساعدات الرسمية، خاصة وأن الدول النامية قد تلقت ما قيمته 75 بالمئة من الرصيد الإجمالي للتحويلات العالمية السنة الماضية، وهي تحتضن 85 في المئة أي ما يعادل 5,5 مليار نسمة من سكان العالم الذين يقدرعددهم بنحو 6,6 مليار نسمة. وحصلت أميركا الجنوبية على أكبر نصيب من تحويلات عمال الدول النامية، لكن هذه الحصة التي بلغت قيمتها 61 مليار دولار سجلت أقل زيادة سنوية بلغت 6 بالمائة، متوقعا أن تنمو بوتيرة هزيلة هذه السنة، بينما كانت أكبر نسبة زيادة سنوية ب 22 بالمئة من نصيب مغتربي دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى الذين بلغ حجم تحويلاتهم 47 مليار دولار.