يرى مسرحيون عرب يشاركون في مهرجان المسرح العربي المقام في المغرب حاليا، أن انتفاضات "الربيع العربي" أثرت على فن المسرح، مثلما كان لها تأثير ملموس على الساحة السياسية منذ العام 2011 وحتى اليوم، وإن اختلفوا على نوعية هذه التأثيرات بين الإيجابية والسلبية. وقال محمد عبازة أستاذ الفنون المسرحية في تونس الأربعاء إن "ثورات الربيع العربي التي بدأت في تونس أضرت بالمسرح أكثر مما استفاد منها". وأضاف على هامش الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي المقامة حالياً في الرباط، أنه "فيما سبق كانت تمارس علينا رقابة من نخبة متسلطة، لكنها مثقفة، أما اليوم فأصبحنا محط انتقاد ومحاصرة من فئة شعبوية جاهلة". وتابع أن "المسرح العربي لا يزال أمامه الكثير ليتجاوز معوقاته المتمثلة في ثالوث الدين والجنس والسياسة". ومضى قائلا "يجب أن تختفي المحرمات من المسرح والثقافة العربية عامة للوصول إلى العالمية". من جهته، يرى المؤلف والكاتب والمخرج المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد أن "الربيع العربي كان أول مطالبه "الرحيل"، لكن "رحل الطاغية ولم يرحل الطغيان كما رحل المستبد ولم يرحل الاستبداد". وقال "الثورة يجب أن تكون جذرية وبعقلية جديدة وفكر جديد حتى ينعكس كل هذا على الثقافة والفن بصفة عامة". وفي المقابل، يرى حسن عطية أستاذ نظريات النقد المسرحي وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة سابقاً أن "الربيع العربي له آثار إيجابية على مستوى حرية الإنسان وحقه في الكرامة".