زار عدد من القياديين التائبين في تنظيم ما كان يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، عائلاتهم خلال عيد الفطر بعد الإفراج عنهم من قبل مصالح الأمن الوطني، وعلمت ''البلاد'' من مصادر أمنية أن سمير سعيود المنسق السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال المعروف باسم مصعب أبو عبد الله، قد زار عائلته في الأخضرية بولاية البويرة عشية يوم العيد في إطار ميثاق السلم والمصالحة بعد الإفراج عنه لانخراطه في هذا القانون منذ توقيفه سنة .2007 . وقالت المصادر ذاتها أن سعيود سيواصل عمله لإقناع العناصر المسلحة بالعدول عن العمل الإرهابي والانخراط في المصالحة الوطنية بالتنسيق مع مصالح الأمن وسيعمل رفقة حسان حطاب المؤسس السابق لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وعدد من الأمراء التائبين في هذا الإطار، وأفادت المصادر أن الرجل في اتصال مستمر مع عناصر إرهابية تريد التوبة والعودة إلى المجتمع. وزار حسان حطاب كالعادة عائلته في حي بن زرقة ببلدية هراوة ولم ينتقل بعد للعيش معهم إلى غاية انتهاء مهمته كما هو الحال كذلك بالنسبة لعدد من القياديين البارزين في تنظيم الجماعة السلفية التائبين ممن أبوا مواصلة العمل مع مصالح الأمن من أجل إقناع العناصر المسلحة المتبقية في الجبال على وضع السلاح. وكانت مصادر أمنية قد أكدت في السابق مقتل سمير سعيود عبر وسائل الإعلام لكن تأكد فيما بعد أن هذه المصالح تعمدت التكتم على خبر تواجده على قيد الحياه من أجل الحصول على معلومات منه باعتباره الذراع الأيمن لأمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال أبو مصعب عبد الودود وأصيب سعيود خلال مواجهات مع مصالح الأمن بمنطقة سي مصطفى ونقل إلى المستشفى في شهر أفريل سنة .2007 وتفاجأ سعيود عندما استعاد وعيه واكتشف كيفية معاملته والجهود التي بذلها الطاقم الطبي لإنقاذ حياته من موت مؤكد، بعدما كان يعتقد أن مصالح الأمن ''ستقضي عليه بمجرد سقوطه جريحاً''. وأضاف المصدر أنه ''ساهم طوعاً'' في مساعدة أجهزة الأمن تقديراً منه لحفاظها على حياته، وأنه وفّر ''معلومات ثمينة'' عن ''القاعدة'' مكّنت أجهزة الأمن من تحقيق عمليات نوعية ضدها في الفترة الأخيرة. ويعتبر سعيود (من مواليد 1972 في الأخضرية) أحد أبرز المطلوبين لأجهزة الأمن، وتولى مسؤولية ''منسق الجماعة السلفية'' بعد تولي أبو مصعب عبدالودود قيادتها في سبتمبر .2004 وسجن مرات عدة في قضايا إرهاب في سجن بولاية المدية قبل أن يفرج عنه في إطار تدابير قانون الوئام المدني العام .1999 وأوضح سمير سعيود المدعو مصعب أبو عبد الله، المكلف بالاتصال في الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، أن حمل السلاح على الحاكم المسلم، لا يجوز بإجماع من علماء الأمة وقال سعيود لدى نزوله ضيفا على إذاعة القرآن الكريم ، ''إن هناك الكثير من العلماء تراجعوا عن فتاواهم في القتال، لأن ذلك أدى إلى الفتنة بين المسلمين، ومن أمثال هؤلاء، الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز في كتابه الشهير ''الجهاد العمدة في إعداد العدة''، علي الخضير، وناصر الفهد وأحمد الخالدي''، مؤكدا أن الأطراف المستفيدة من فتنة الاقتتال، هم أعداء الأمة الإسلامية من يهود ونصارى. وتمكن عدد من القياديين الذين انخرطوا في ميثاق السلم والمصالحة من إقناع عدد كبير من العناصر المسلحة بالتخلي عن السلاح خلال شهر رمضان من بينهم الأمير تواتي عثمان المدعو ''أبو العباس'' عضو باللجنة التشريعية في مجلس الأعيان بقيادة ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' وغريس احسين عبد الحميد المدعو ''عبد القادر'' والذراع الأيمن لدروكدال المدعو ''عبد الجبار'' الذي سلم نفسه في البويرة ومكن الأجهزة الأمنية من معلومات جد مهمة عن رفاقه القدامى والمدعو ''مقدم لونيس'' المكنى ب''أبو النعمان''، وكذا المدعو ''غريب عمر'' المكلف بالتدريب على مستوى التنظيم، من خلال انتهاج منهج الدعوى عبر وسائل الإعلام رفقة عدد من الشيوخ والأئمة وطلبة العلم الشرعيين والأكاديميين معتبرين الدعوة المخرج الوحيد مما أسموه بالأزمة الدموية والهدف منها هو حقن دماء المسلمين.