صورة من الارشيف حددت قيادة أركان الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا "ورقة طريق" المرحلة القادمة لتفعيل مسعى المصالحة الوطنية من خلال حملة تحسيسية تستهدف شبكات الدعم والإسناد والشباب لوقف التجنيد وتجفيف منابع التمويل وأيضا المساجين من أتباع التنظيم لإقناعهم بالعدول عن فكرة "الجهاد". * حملة شرعية لوقف التجنيد والدعم و"استئصال" فكرة الجهاد من المساجين * "مصعب سعيود" مرجعية قيادة درودكال يعلن من السجن تأييده مسعى المصالحة * وشدد قياديون من أبرز مؤسسي الجماعة السلفية على ضرورة التكفل الإجتماعي بالتائبين وتبني خطاب، مؤكدين أن النظام الأمني في الجزائر تغير والرئيس عبد العزيز بوتفليقة اتخذ إجراءات جريئة وشجاعة يجب دعمها. * نشط نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة، 3 قياديين سابقين في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال لقاء صحفيا عرضوا فيه الخطوط العريضة لمبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها حسان حطاب مؤسس التنظيم وأميره الوطني سابقا وقاموا بدعمها وتأييدها في بيان مشترك سابق (سبق ل"الشروق اليومي" نشره) ويتعلق الأمر بالمدعوين خطاب مراد المكنى أبو عمر عبد البر عضو مجلس الأعيان وعضو مجلس الشورى وعضو مؤسس للجماعة السلفية ومسؤول اللجنة الإعلامية سابقا التحق بالعمل المسلح عام 1993 عندما كان عمره 19 عاما وتم توقيفه وهو مسلح عام 2005، إضافة الى شريف سعيد المكنى أبو زكريا عضو مجلس الأعيانومجلس الشورى ومؤسس الجماعة السلفية، إضافة الى بن مسعود عبد القادر المكنى مصعب أبو داود أمير المنطقة التاسعة سابقا وكان سلم نفسه عام 2007 . * أبو عمر عبد البر: أدعو العلماء لتفادي تجريح المسلحين والإستجابة بحاجة الى وقت * أوضح عمر أبو عبد البر، مسؤول اللجنة الإعلامية سابقا، أنه قام بإطلاق نداء باتجاه المسلحين يدعوهم فيه لوضع السلاح "من باب الواجب" ولا ننتظر من ذلك حسابات، لكنه أشار الى "معرفة عقلية إخواننا ونعتقد أنه فيه قناعة والإستجابة تكمن في الثقة في السلطات العسكرية والإدارية"، وسئل عن مدى وصول هذه النداءات الى المسلحين في الجبال، ليشير أنه بحكم معرفته بالواقع، فإنه من السهل وصول النداءات الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال بطريقة قد لاتكون مباشرة ومنظمة "عن طريق شبكات الدعم والإسناد مثلا، كما أن أجهزة الأمن قامت بتوزيعها في الجبال"، ولاحظ عبد البر أن قضية الإستجابة تحتاج وقتا "أكيد أنها ستصلهم،كنا نعيش معهم ونعلم أن لديهم كثيرا من المعلومات وينتظرون من النظام فتح أبواب وقنوات الإتصال". * وأضاف وهو يتحدث للصحفيين "هناك تحرك ميداني وتجاوب من طرف إخواننا في الشرق والغرب، خاصة من عناصر كانت تنشط سابقا في الآئياس ومنطقة الوسط، وأعتقد أن المساجين أحسوا أيضا بالمسؤولية في اتخاذ قرار تاريخي والعدول عن فكرة الجهاد أصلا،" مشيرا الى "الموقف التاريخي لعبد الرزاق البارا"، وكشف أن سمير سعيود انخرط أيضا في هذا المسعى من خلالتأييده له. * وسمير سعيود هو المكنى "مصعب أبو عبدا لله" هو منسق الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأحد أهم مرجعياتها تحت إمرة درودكال أصيب بجروح خطيرة في اشتباك مع قوات الجيش بمنطقة سي مصطفى ببومرداس في أفريل 2007، وأعلن عن القضاء عليه، لكن تم إسعافه واستفاد من رعاية طبية جعله يراجع مواقفه من العمل المسلح. * ويرى مسؤول اللجنة الإعلامية السابق، أن التكفل بملف التائبين اجتماعيا وإداريا من شأنه تشجيع هؤلاء على النزول، ودعا العلماء والدعاة الى الإنخراط في حملة فعالة بعيدا عن التجريح بالقول "أدعو العلماء والدعاة الى انتقاء الألفاظ عند مخاطبتهم، لقد سمعتبعضهم خلال تدخلاتهم في إذاعة القرآن الكريم التي يتابعها المسلحون كثيرا ينعتونهم ب"كلاب النار" ويشتمونهم، وهذا أمر يشحنهم، ومن الضروري تبني خطاب عاطفي لدغدغة مشاعرهم، نحن ندرس نفسية المسلحين، كما دعا العلماء للتركيز على مواقف بعض المسلحين الذين أصبحوا يعتمدون على "أؤدي الذي علي وأنتظر الموت"، مشيرين الى مراجعات شيخ الإسلام ابن العثيمين رحمه اللهالذي قال "مادمت حامل سلاح فقد يورطك في أمور غير شرعية" من خلال التركيز على تفاصيل الفقه الدقيقة. * بدوره عن طريقة انضمام "الجماعة السلفية" إلى "القاعدة" كونه كان مسؤولا، وعاد عبد البر للحديث عن الانضمام ل"القاعدة"، وقال إنه حضر الاتصالات مع زعيم فرع "القاعدة في بلاد الرافدين" أبو مصعب الزرقاوي في 2004 للطلب منه خطف فرنسيين في العراق بهدف الضغط على بلادهم لإرغام جماعة تشادية متمردة على إطلاق القيادي الكبير في "الجماعة السلفية" المحتجز لديهاعبدالرزاق "البارا". * وأكد أن الانضمام الى "القاعدة" كان فكرة قديمة، وطريقة الانضمام كانت بعد "قصرة" بعد اعتقال عبد الرزاق البارا، وكشف أنه تم إرسال رسالة عبر موقع الأنترنيت "نجهل إن كان تسلمها الزرقاوي، لكن رد عليهم بعدها بالقول أن طلبكم على العين والراس". * من الصعب مفاتحة أعيان جيجل وباتنة، كانت هناك بوادر بعد الإفراج عن علي بن الحاج، مكثت عاما ونصف ننتظر مبادرةالمصالحة والكل ينتظر الإعلان عن المبادرة. * مصعب أبو داوود: النظام الأمني تغير وهناك قناعات خفية علنية لدى أمراء الصحراء * عبد القادر بن مسعود، قال في ذات الموضوع أن العديد من الأمراء وقادة الجماعة السلفية ليسوا مقتنعين بوضعها الراهن، وكانوا معارضين لانضمامها ل"القاعدة" في ظل إمارة درودكال، وهناك قناعات خفية وعلنية، وينقل عن مختار بلمختار خالد أبو العباس أمير المنطقة التاسعة سابقا قوله "أعتزل في صحراء مالي". * وأضاف في رده على أسئلة "الشروق اليومي" أنه أيد مبادرة حسان حطاب و"عقدنا لقاء معه وفي المنطقة التاسعة قمنا بتجمع ارتجالي جمع أعيان المنطقة وحررنا بيانا بذلك، ونسعى بطريقة أو بأخرى الوصول الى عموم الناس عبر "الشروق اليومي"، فالإخوة في الجبال يتابعون هذه الصحيفة، ونعلم أن أي شيء يحدث في البلاد يصلهم، وأنا كلفت بعض الإخوة بنشر البياناتوالأشرطة أمام معاقل الجماعة السلفية في الصحراء". * وفي موضوع بلمختار، قال بن مسعود أنه تصله الأخبار من طرف شبكات الدعم، مؤكدا أنه التقى مؤخرا بأطراف في غرداية أبلغوه بوجود اتصالات معه، مشيرا الى وجود طرق اتصال سرية لا يمكن الكشف عنها "و نأمل في استجابة ميدانية". * وعندما تحدث عن انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى "القاعدة"، قال بن مسعود "خاطبت مسلحين من مالي، موريتانيا والنيجر تجندوا في صفوف الجماعة السلفية أكدوا لي أنهم التحقوا بجماعة درودكال تحت غطاء إغراءات القاعدة"، وشدد على "أن هذا الانضمام تزامن مع صدور ميثاق السلم، وكان متنفسا لتنظيم درودكال"، قاطعه عبد البر ليؤكد "أن الجماعة السلفية لم تجد ما تقاوم به المصالحة إلا الانضمام الى "القاعدة" التي كانت صورية ولا توجد ميدانيا بمقارنتها مع الجماعات المسلحة في العالم". * وحرص بن مسعود على التأكيد على أن هذه التحركات "نابعة من قناعات، والمخابرات لاعلاقة لها بنا، والدولة وفرت لنا مساعداتمادية بطلب منا". * أبو زكريا: رفع العراقيل والتكفل الإجتماعي لإنجاح المصالحة الوطنية * وطرح أبو زكريا رئيس اللجنة الطبية العراقيل التي تحول دون تسليم المسلحين أنفسهم، أهمها العراقيل الإدارية بالقول "لو أن هؤلاء وجدوا ثقة بالتكفل الاجتماعي في ظرف سنتين لن يظل أحد في الجبل"، مشيرا الى أن الرئيس أكد إبقاء الباب مفتوح وهذا أمر إيجابي ومشجع لجف الدماء، بعد5 سنوات سنلمس النتائج ميدانيا والعفو الشامل سيحقق حياة آمنة"، قبل أن ينتقد معارضي المصالحة من الطرفين، في حين "أنهم يختفون وراء الشرطي والدركي والعسكري... لايهم من أخطأ"، قبل أن يخاطب المسلحين في الجبال "أقول لهم سارعوا للإستجابة، هذه فرصتكم للدعوة عوض حمل السلاح، النظام الأمني في الجزائر تغير وغير سياسته وهذا ملموس، كنا في الجبل ولمسنا هذا التغير، ويجب أن تستفيد من ذلك"، و رض أبو زكريا وهو يرد على سؤال "الشروق اليومي"، أنه سيتم ميدانيا تفعيل المبادرة بحملة تستهدف شبكات الإسناد "على خلفية أنهم يعيشون وسطنا في المجتمع حتى يتوقف تجنيد الشباب عن جهل،وأذكر انه بعد إصدار بيان الأربعة، اتصل بنا أشخاص واستفسروا منا عن العديد من الأمور الشرعية". * وحرص على الدعوة لمخاطبة المسلحين ومن يدعمهم من باب العاطفة والعلم الشرعي "لأن الجهل هو الذي دفعني للالتحاق بالجبل،ونزلت بفضل العلم الشرعي بعدما قرأت رسالة صغيرة وبسيطة للمقدسي". * وأضاف "التمست لدى حطاب نية المصالحة عام 2000، والبارا عاد الى بلاده ولا أقول تسلمته الجزائر، وانخرط معنا في مبادرة المصالحة، لاتوجد اليوم مبررات شرعية للعمل المسلح"... قبل أن يتساءل: ماذا فعلنا؟ لقد جلبنا ويلات ومأساة للشعب الجزائري، والنظام لم يسقط. ودعا الى ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة، مشيرا الى أن الرئيس بوتفليقة هو "الوحيد الذي تبنى خطابا كنا نستمع اليه في الجبل واغلب المسلحين يتابعون خطاباته ويترقبون الجديد"، خاصة وانه اتخذ إجراءات ملموسة جريئة منها الإفراج عن المساجين. * وأجمع الأمراء الثلاثة على ضرورة انخراط التائبين والصحفيين والدعاة في هذا المسعى "من أجل تحقيق السلم وحقن الدماء وإخمادنار الفتنة". * عمر عبد البر مسؤول اللجنة الإعلامية سابقا: * لا يوجد جيل جديد من أطفال الجبل * قال مراد خطاب المعروف باسم عمر عبر البر مسؤول اللجنة الإعلامية في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، في رده على سؤال "الشروق اليومي" المتعلق بأطفال الجبل الذين ظهرت صورهم في آخر شريط "عشاق الحور" أنه تم توظيف هذه الصور من طرف "أبو محمد سامحه الله"، مؤكدا أن ذلك لا يعكس وجود جيل جديد من أطفال الجبل والمسلحين، مشيرا الى أنالارتباطات بين عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال كانت شرعية والزواج كان شرعيا، والتحق الأطفال بعائلاتهم بعد نزولهم إلا قلة منهم من لقي أحد الوالدين حتفه، مستندا الى أعمار الأطفال الثلاثة الذين ظهروا في الشريط وهو عمر العمل المسلح.