أكد عميل سابق للاستخبارات الأمريكية بِيل ستيوارت أن "الحراك الاحتجاجي في الجزائر لا يعكس أي مؤشر مرتبط برياح الربيع العربي لأن الجزائريين يدركون ثمن التغيير العنيف"و أوضح العميل الأمريكي لموقع "سانتا في نيوز ميكسكان"، أن "النظام القائم في الجزائر زرع بذور التحصين من خلال الاهتمام بالجانب الاجتماعي و السيطرة على تصاعد الحركات الاحتجاجية التي لم ترق إلى مطالب سياسية إلا في حالات نادرة لم تستقطب المواطنين". وذكر المصدر خلال تعاطيه مع الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلدان العالم العربي أن خريطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن تظلّ على حالها مستقبلا وسيعاد رسمها على إثر كل ما يجري من تحولات جيواسراتيجية بعد اندلاع أحدَاث "الربِيع العربِي"التي أطاحتْ بأنظمة ودخلَتْ معها عدَّة دُول إلى أتون حروب أهلية ضارية.وقال عميل الاستخبارات إن الثورات الشعبية تحدت أنظمة استبدادية في المنطقة العربية وواجهت أعتى الأنظمة بما في ذلك سوريا. لكن بينما بدأ تحرك ديمقراطي في دول مثل تونس، حيث بدأت الانتفاضات والاحتجاجات التي أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي سريعا، يبقى التغيير مستبعد في دول أخرى مثل الجزائر المجاورة.وأضاف المتحدث أنه بدلا من المطالبة بالديمقراطية فإن الأطباء والأساتذة والموظفين يطالبون بزيادة الرواتب في هذا البلد الغني، مع غياب ارتفاع واضح لأصوات تنادي بالتغيير السياسي. وأشار المتحدثإلى أن الدول التي ستسلم من التقسيم المتوقع هي الجزائر والمغرب وتونس ومصر، معتبرا أنها تختلف بصورة جذريّة، من خلال تاريخها وعن مسار التطور الذي سلكته، عن دول الخليج العربِي وباقي دول المشرق. وحسب المصدر نفسه فإن بلدانا كسوريا أو العراق أو لبنان أو الدول الصغيرة في الخليج، بجانب ليبيا، واليمن الذِي ينزلقُ أكثر فأكثر ليصبح دولةً فاشلة، لنْ يكون أمامها بدٌّ منْ أنْ تشهد تحولاتٍ راديكاليَّة، بل حتى إسرائيل نفسها ستكُون معرضة للخطر. ومن الأسباب التي ستغذّي انقسام البلدان تنوع تركيبتها القبلية والطائفية، فالنظام السياسي في اليمن يتراجع مثلا أمام سطوة الحوثيِّين وتنظيم القاعدَة في جزيرة العرب، كما يزرع تنظيم "الدولة الإسلاميَّة" الرعْب في أجزاء واسعة من العراق وسوريَا.. أما السعوديَّة، التي جرى فتحُ أبواب الحكم فيها أمام جيل الحفدة بعدما شاخ أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، فمن الراجح، بحسب المصدر، أن تؤدي كثرة الأمراء في السعودية وتغذِي طموحهم إلى السلطة إلى استعار الخلاف، ما قدْ يؤدِي بالبلاد إلى التصدع. أما في دول الخليج الأخرى الصغيرة ذات التعداد السكاني المحدود فمن الوارد أن يدفع عدم توزيع الثروة المحصلة من ريع النفط، بصورة عادلة على العموم، من إلى تلبيد المستقبل بكثير من الغيُوم، وفتحه على التقسيم.. وفيما ترتفعُ أصوات بالقول إنَّ التشتت الذِي ستعرفهُ المنطقة مستقبلًا ليس إلا تنفيذًا لمخططات غربيَّة مسطرة سلفًا خدمة لإسرائيل، يقُول ستيوارت إنَّ الولاياتالمتحدة الأمريكيَة نفسها لنْ تكون قادرة على كبح وتيرة الانقسام العائدة إلى عوامل داخليَّة، فيما لنْ يكون أمام باقي العالم سوى أنْ يصطفَّ إلى جانب الطرف الرابح.