تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيَّة، عن إمكانيَّة رسمِ خريطة سياسيَّة جديدة في البلدان التي تشهد ثورات، مما يؤدي إلى تقسيمهَا إلى دوليَات، فِي أعقابِ ما عرفته من انقسَام، بسبب هشاشة حكامها . و ذكرت الصحيفة ان الانقسام يخص 5 دول عربية على غرار سوريا و ليبيا و العراق و اليمن و كذا السعودية و التي ستقسم الى 14 دويلة كأقصى تقدير.اما سوريا، توقعت نيُويورك تايمز، أن تنقسم البلاد إلى ثلاثة دول، بسبب الصراع المذهبِي والدينِي؛ واحدةٌ منها للطائفة العلويَّة التي حكمت البلاد لعقود، وينتمِي إليها بشَّار الأسد، حيث رجحت الصحيفة أنْ ينشئَ العلويُّون دولتهم فِي الساحل السورِي على المتوسط، إلى جانب دولة للأكراد تمتدُّ لتلتئمَ بكردستان العرَاق، على أن ينضمَّ سنَّة سوريَا إلى المحافظات السنيَّة في العراق، لتشكيل دولة "سنستان".فيما يتعلق بالعراق الذِي يعانِي من نعرات طائفيَّة ، فمن المرجح، وفق الصحيفة الأمريكيَّة، أنْ يتحدَّ شماله مع شمال سوريَا، في دولة "الأكراد"، على أن يذهبَ الوسط "السنِي" إلى الوحدة مع سنة سوريَا، فيما سيبقى جنوب البلاد للشيعة.وبالشأن الليبي، فقالت "نيويورك تايمز" أنْ تدفع بها النزاعات القبلية إلى الانقسام إلى 3 دويلات، واحدة في الشمال الغربِي للبلاد، عاصمتها طرابلس، وأخرى في الشرق تتبعُ لبنغازِي، زيادة على دولة "فزان"، التابعة لسبها، التِي عرفت بولائهَا للقذافِي، خلال ثورة 17 فيفري ضد نظام القذافِي.أمَّا اليمن الذِي يُعانِي الفقر والانقسام، فمن المرجح حسب الصحيفة ذاتها، أنْ يصبح يَمَنَيْن، يمنٌ شمالِي، وآخر جنوبِي، على أنْ تتجزأَ السعوديَّة بدورها، بسبب المذهبيَّة والقبليَّة، إلى خمس دوليات، "وهابستان" في الوسط، وأخرَى في الغرب تضمُّ مكة والمدينة وجدة، ودويلة في الجنوب، وأخرى في الشرق مع الدمام، إلى جانب دويلَة أخرَى في الشمَال.فيما يرجحُ أنْ يصبح اليمن بأكمله أو جنوبه على الأقل جزءً من السعوديَّة، التِي تعتمدُ تجارتها بالكامل تقريبًا على البحر، حيث إنَّ من شأنِ إيجاد منفذٍ على بحر العرب أن يقلل الاعتماد الكامل على مضيق هرمز، التي تخشى السعودية من قدرة إيران على الاستيلاء عليه وحرمَان دول الخليج من عبوره.ورأى محللو الدراسة بأن التفتت وسلسلة الانقسامات الناجمة عن النزاعات والخلافات الإثنية والطائفية، سيعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد في صورة أكثر مأساوية منذ معاهدة "سايكس بيكو" في عام 1916 .وجدير بالذكر أن هذا التقسيم الذي ذكرته جريدة نيويورك تايمز نقلا عن مركز دراسات تابع لها، استثنت دول عربية اخرى على غرار الجزائر و المغرب و مصر وغيرها، و لم تتحدث الخريطة الجديدة عن استقلال الصحراء الغربية وانفصالها الكامل عن المغرب، رغم أن ثلث الأراضي الصحراوية محررة بالكامل. أما الثلثان الباقيان، فيتم التفاوض من أجل الاستفتاء على حق تقرير المصير.