أصبحت ظاهرة الحظائر الفوضوية للسيارات من أبرز الظواهر السلبية التي تميز العاصمة الجزائرية بفعل الانتشار المذهل لهذه الحظائر عبر كل النقاط والمراكز الحساسة للعاصمة من طرف أطفال وشباب وحتى بعض الشيوخ، مستغلين غياب الرقابة والأمن وفارضين ضريبة 30 إلى 50 دينار كشرط للتوقف، وفي حالة الرفض فإن سيارتك ستتعرض للسرقة أو التخريب·هذا هو حال حظائر السيارات بالولاية رقم واحد في الجزائر· إضافة إلى استحالة العثور على مكان تركن فيه سيارتك، فإن أصحاب الحظائر الفوضوية أو بعبارة أخرى عصابات الحظائر يقومون بابتزاز أصحاب السيارات كل حسب طريقته الخاصة، إلى درجة أن بعض الشباب يحملون عصيا وأسلحة بيضاء لتخويف صاحب السيارة خصوصا النساء والشيوخ الذين يعتبرون الضحايا الأوائل لهذا النوع من العصابات التي برزت في الجزائر·وفي هذا السياق تؤكد السيدة مليكة، وهي أستاذة بثانوية عمر راسم، أن الأمر أصبح لا يطاق بسبب هؤلاء الأشخاص المتطفلين الذين يقومون بابتزاز ملاك السيارات ويهددونهم بدفع ضريبة التوقف أو عليك انتظار مفاجأة غير سارة في سيارتك، المهم بالنسبة لهم هو الحصول على المال بأي طريقة كانت· إلى متى يستمر تفرعن أصحاب الحظائر؟ من جهته قال سيد أحمد، موظف بالبنك المركزي الجزائري، إن البحث عن مكان تركن فيه سيارتك أصبح من المستحيلات في العاصمة الجزائرية· فبداية من الساعة الثامنة صباحا تمتلئ كل الحظائر سواء القانونية أو الفوضوية· وأضاف ''لقد سئمنا من الفوضى المنتشرة في الحظائر لكون الأمور تعدت المعقول إلى درجة أن صاحب السيارة أصبح يخاف على حياته الشخصية بسبب تفرعن مافيا الحظائر''· وختم قوله ''أين هي الرقابة وأين هي الدولة لأن الدعوة أصبحت هاملة على حد قوله''· مدخول صاحب حظيرة أكبر من مدخول طبيب الأموال المعتبرة التي تدرها حظائر السيارات الفوضوية على أصحابها شجعت على استفحال هذه الظاهرة في ظل غياب قوانين صارمة تقنن هذه المهنة· تشير الأرقام إلى أن المدخول اليومي لصاحب أي حظيرة يترواح بين 3000 و5000 آلاف دينار وهذا حسب موقع الحظيرة، وهو مبلغ يفوق مدخول طبيب أو أستاذ جامعي· فأين هي الرقابة، وأين هي البلديات من هذه الحظائر على اعتبار أن البلدية هي المسؤولة الأولى عن كراء المربعات والمساحات الخاصة بحظائر السيارات؟ حظائر فوق الأرصفة وحتى مستشفى مصطفى باشا حولوه إلى حظيرة؟! لم يقتصر الأمر على الابتزاز والسرقة والتهديد، بعدما تجاوز أصحاب الحظائر الفوضوية كل الخطوط الحمراء حيث بلغ بهم الحد إلى درجة احتلال الأرصفة الخاصة بالمارة، وحتى مداخل العمارات والأزقة الضيقة لم تسلم هي الأخرى من غزو عصابات الحظائر مادامت الرقابة غائبة حسب ما أكده جمال صاحب مقهى بساحة أول ماي· ولعل الموضة الجديدة التي تشهدها الحظائر غير الشرعية على مستوى العاصمة، التي لجأ إليها بعض العارفين بدهاليز أروقة العاصمة، هي اللجوء إلى ساحات مستشفى مصطفى باشا لركن سياراتهم حيث يدخلون المستشفى على أساس أنهم مرضى أو لزيارة أقاربهم، لكنهم في الواقع يقومون بركن سياراتهم هناك حيث يتوفر الأمن ويتفادون دفع الضريبة ومن ثم الذهاب لقضاء أشغالهم باطمئنان تام على سياراتهم، الأمر الذي حول المستشفى إلى حظيرة كبيرة للسيارات إلى درجة أن سيارات الإسعاف تجد صعوبات كبيرة في نقل المرضى·