أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل مجموعة الاتصال التي تضم موفدين أوكرانيين وروسيا وممثلين عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى توقيع خارطة طريق مع المتمردين الموالين لموسكو لتطبيق خطة سلام في أوكرانيا تم وضعها بعد محادثات ماراثونية في مينسك. وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في ختام 16 ساعة من المفاوضات في مينسك إن "مجموعة الاتصال وقعت الوثيقة التي أعددناها وسط توتر كبير"، فيما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في إعلان مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن "كل المسائل تمت معالجتها في هذا النص الذي وقعته مجموعة الاتصال والانفصاليون". وسبق أن أعلن الرئيس الروسي، في وقت سابق الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، اعتباراً من الأحد القادم. وخاض الرؤساء الروسي والأوكراني والفرنسي والمستشارة الألمانية، مفاوضات ماراثونية منذ ليل الأربعاء- الخميس، في مينسك بروسيا البيضاء في محاولة للتوصل إلى خطة سلام في أوكرانيا في موازاة استمرار النزاع الدامي في شرق هذا البلد. وبحث بوتين وبترو بوروشنكو وفرنسوا هولاند وأنجيلا ميركل مع مستشاريهم في إحدى قاعات مبنى الرئاسة البيلاروسية الوثيقة التي أعدها دبلوماسيوهم لأيام عدة والهادفة إلى وضع حد لعشرة أشهر من النزاع، الذي أسفر عن أكثر من 5300 قتيل. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في تغريدة على تويتر أن "المحادثات ليست سهلة وهي مستمرة". ونتيجة لذلك سوف يمدد وزير الخارجية الألماني والتر شتاينماير إقامته في مينسك، حسب الوزارة. ومن ناحيته، كتب فاليري تشالي، مستشار الرئيس الأوكراني على "فيسبوك": "لا يمكن أن نغادر من دون اتفاق غير مشروط لوقف إطلاق نار"، مضيفاً أن "حرب الأعصاب قد بدأت". وخلال المفاوضات، شاهد مراسل الرئيسين الروسي والأوكراني يتبادلان النقاش وقوفاً. وعلى الإثر، غادر بوروشنكو القاعة متجهماً قبل أن يعود. وكان بوتين ونظيره الأوكراني تصافحا سريعا يحوطهما هولاند وميركل بعيد بدء القمة. وحصدت المعارك في أوكرانيا 50 قتيلاً يومي الثلاثاء والأربعاء. وقبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن الرئيس الأوكراني استعداده لفرض القانون العرفي في كل أنحاء البلاد في حال فشل المفاوضات، منبهاً إلى أنه في حال لم تؤدِ القمة إلى نزع فتيل التصعيد "فستسود الفوضى التامة". ميركل: ما زال هناك عقبات وأعلنت المستشارة الألمانية أن "لا أوهام لديها حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس في مينسك للسلام في أوكرانيا"، مؤكدة أنه "لا يزال هناك "عقبات كبيرة ينبغي تخطيها قبل التوصل إلى تسوية للنزاع". وقالت ميركل - في ختام المفاوضات الطويلة في عاصمة بيلاروسيا - "لدينا الآن بصيص أمل". وأضافت: "ليست لدي أي أوهام .. لا تزال هناك عقبات كبيرة أمامنا، لكن هناك فرصة حقيقية لدفع الأمور نحو الأفضل". من جهته، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الاتفاق ليس "حلاً شاملاً ولا حتى اختراقاً"، غير أنه أثنى على "خطوة إلى الأمام تبعدنا عن دوامة تصعيد عسكري"، لكنه أشار إلى أن هذا التقدم تم "من دون شعور بالفرح لأن الولادة كانت عسيرة".