تشهد المؤسسات التربوية في الطور الإبتدائي وحتى المتوسط انتشارا رهيبا لداء "القمل"، وتشير الإحصائيات الأولية التي أجرتها وحدات الكشف والمتابعة، إلى جانب جمعية أولياء التلاميذ، إلى أن 20 ألف تلميذ من المدارس عبر الوطن يعانون من هذه الظاهرة التي تتفاقم من يوم لآخر، بسبب انعدام شروط النظافة وغياب الصحة المدرسية. أوضحت مصادر تربوية مطلعة أن وحدات الكشف والمتابعة الصحية بالمؤسسات التربوية عبر الوطن، أحصت قرابة 20 ألف تلميذ يعاني من "القمل"، الذي انتشر خلال الأسابيع القليلة الماضية بكثرة بين التلاميذ، خاصة في الطور الابتدائي، ودعت هذه الوحدات الوصاية إلى التدخل للقضاء على هذا المرض، بالإضافة إلى دعوة الأولياء إلى الاهتمام أكثر بنظافة أبنائهم وأرجعت مصادرنا سبب الانتشار الرهيب للقمل إلى غياب شبه تام لوحدات الكشف الطبي والمراقبة، التي من شأنها التقليل من حدة انتشار المرض، خاصة خلال فصل الشتاء، إضافة إلى الاكتظاظ في الأقسام الذي ساهم بشكل كبير في توسعة رقعة انتشار الوباء. كما أن انتشار القمل معروف في الأوساط والمناطق الفقيرة والنائية، خاصة في ظل انعدام النظافة والتي تسهل انتقال القمل من تلميذ لآخر، خاصة وأنها تفتقر إلى أدنى شروط الحياة، من انعدام قنوات الصرف الصحي وعدم الربط بشبكات المياه الصالحة للشرب. وأكدت مصادرنا أنه يتم تسجيل في كل سنة أعداد كبيرة من التلاميذ المصابين بالقمل في المدارس، وعلى الرغم من ذلك وزارة التربية الوطنية لم تقم بأية إجراءات لتفادي انتشاره، بل يقوم فقط الأولياء بمعالجته عن طريق شراء الأدوية الخاصة والغسول الخاص به. هدا ووجد المعلمون والأساتذة أنفسهم مجبرين على التعامل مع هذا المرض، بعد الإبلاغ عنه لدى وحدات الكشف المتواجدة في بعض المدارس، وإن لم تكن موجودة يلجأون إلى مدير المؤسسة التربوية الذي يتصل هو بدوره بمديرية التربية للولاية لإرسال طبيب لمعاينة التلاميذ. كما قام المعلمون أيضا حسب مصادرنا باستدعاء أولياء التلاميذ المصابين بهذا الوباء، من أجل معرفة أسباب انتشاره، وكذا دعوتهم للاهتمام أكثر بنظافة أبنائهم. علما أن "القمل" ينتشر بسرعة فائقة بين التلاميذ، نظرا للاحتكاك واللعب والجلوس مع بعض في الأقسام، وهو الأمر الذي يصعب عملية القضاء عليه. بالموازاة مع ذلك، تشهد دور الحضانة بدورها انتشارا كبيرا للقمل.