ردت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بشدة على التصريحات الأخيرة التي أطلقها بشأنها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، معتبرة تصريحاته تندرج ضمن "دوعشة للعمل السياسي". وفي لهجة غير معهودة، حملت حنون رئيس الجمهورية مسؤولية هذا "الانحراف" وطالبته بالتدخل لوضع حد لذلك. فيما اعتبرت عدم تحرك العدالة لمحاكمة شكيب خليل "فهذا دليل على وجود تواطؤ". ووصفت لويزة حنون، في اجتماع للجنة الوطنية لمنتخبي حزب العمال، أمس بالجزائر العاصمة، تصريحات الأمين العام للحزب العتيد ب"الانحراف الخطير... والانحطاط السياسي... والمهزلة السياسية"، وقالت إن حزب جبهة التحرير الوطني "وبواسطة التزوير المطلق قدم على أنه حزب أغلبية"، وأوضحت زعيمة حزب العمال في ردها على تصريحات سعداني قائلة "حزب العمال لن يكون جزءا من الموالاة"، وأضافت "الجزائر جمهورية وليست نظاما ملكيا ولا إمبراطورية"، وشددت "لن نكون أبدا من المتزلفين والزبانية والمتربصين"، كما أطلقت حنون العديد من الرسائل السياسية التي تقصد من خلالها الرد على سعداني، وقالت في السياق "لن نفاوض أي جهة كانت حول مجالس منتخبة أو امتيازات"، وذكرت أن "حزب العمال مستهدف بالغش". وعادت حنون إلى الانتخابات التشريعية في 2012، وقالت إن حزبها كان "أول قوة سياسية وكنا بعيدين جدا عن الأفلان الذي لم يحصل على أكثر من 55 مقعدا"، وأضافت "مقاعدنا تم تحويلها لإنقاذ الأفلان من الزوال". وفي تلميحها لأزمة الحزب العتيد وجهت حنون خطابها لسعداني وقالت "حنون لم تفرض على المناضلين من طرف زمر ولا من طرف مراكز قرار سياسي أي كانت.. ولم تفرض على المناضلين ضد إرادتهم". وفي لهجة أكثر حدة قالت "حنون لم توجه لها تهمة نهب المال العام، والعقار، والأراضي الفلاحية". كما اتهمت سعداني أيضا بتغليط الرئيس بوتفليقة في قضية خصخصة مركب الحجار، وقالت "الرئيس غلطوه في قضية الحجار وأرسيلور.. أين كنت في ذلك الوقت يا سعداني..."، وتضيف قائلة "هذا هو جوابي". واعتبرت لويزة حنون تصريحاه أيضا "تنم عن جهل مطلق.. وهو لا يملك ثقافة سياسية عامة"، ودعته إلى تثقيف نفسه. وفي لهجة غير معهودة، حملت حنون رئيس الجمهورية مسؤولية هذا "الانحراف" وطالبته بالتدخل لوضع حد لذلك، واعتبرت أن المؤسسات "البالية" أصبحت تشكل "خطرا"، وعليه قالت "يجب الذهاب نحو انتخابات مسبقة"، وأضافت في توجيه خطابها للرئيس أن من يمثل الخطر الحقيقي اليوم هو الذي "يستهدف العمود الفقري للدولة" ممثلا في الجيش والمخابرات، في إشارة إلى التصريحات التي سبق أن أدلى بها سعداني في الموضوع، وشددت "من مسؤولية رئيس الجمهورية التدخل ووضع حد لهذا الانحراف"، وفي لهجة وخطاب غير معهود عن الأمينة العامة لحزب العمال فقد قالت "الرئيس مسؤول ومحاسب أمام الأمة.. ويجب عليه أن يضع حد لهذه التصرفات". وقالت حنون إن حزبها "يسائل" الرئيس حول "الأوليغارشية التي تنخر مؤسسات الدولة من الداخل"، معتبرة أن كل شروط انهيار الدولة والفوضى العارمة مهيأة، داعية الرئيس لوضع حد لها، منها نهب العقار. واعتبرت عدم تحرك العدالة لمحاكمة شكيب خليل "فهذا دليل على وجود تواطؤ". ووجهت خطابا آخر للمدير السابق لسوناطراك محمد مزيان "قل الحقيقة كل الحقيقة لأن الموت واحدة"، وأضافت "ولو لم تكن وحدك يجب قول الحقيقة".