وقع وزير الخارجية مراد مدلسي ووزير خارجية البوسنة والهرسك سفان الكالاي اتفاقيتين للتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية. وقد أفاد مراد مدلسي بأن الاتفاقيتين اللتين وقعتا أمس تتمحوران حول ضمان وحماية الاستثمارات والتعاون القضائي، وتسهيل تنقل الأشخاص بين البلدين بالنسبة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات سفر الخدمات، مشيرا إلى التوجه لتوقيع مزيد من الاتفاقات بين البلدين خلال الأسابيع المقبلة وخاصة في المجالات التجارية والنقل الجوي. وتطرق المسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية، من ناحية أخرى، إلى ملف مواطنين جزائريين مازالوا محتجزين في معتقل غوانتنامو يحملون الجنسية البوسنية وأطلقت السلطات الأمريكية سراحهم ومن ثم تم نقلهم إلى البوسنة والهرسك، مؤكدا أن الجزائر تولي أهمية بالغة لوضع أولئك الأشخاص الذين كان بعضهم قد تزوج نساء بوسنيات ولديهم أبناء منهن وهم موجودون في البوسنة في الوقت الراهن. وذكر أن الجزائر ترحب بأولئك المواطنين إذا ما قرروا يوما العودة إلى ديارهم، مشيرا إلى أن الجانبين يتبادلان المعلومات حول هذا الملف دون أن يخوضا في مفاوضات بشأنه باستثناء تبادل المعلومات حول هذا الموضوع فحسب''. وذكر مدلسي أن ''هؤلاء الأشخاص الذين لهم وضع خاص يجب دراسته حالة بحالة''. وأضاف ''إنهم جزائريون متزوجون من نساء بوسنيات ولديهم أبناء وهم الآن متواجدون في بلدهم الثاني البوسنة والهرسك''. تصب تطمينات مراد مدلسي في نفس ما صدر عن مسؤوليين جزائرييين مثلما هو الحال مع وزير التضامن والجالية جمال ولد عباس الذي ''أكد على قبول وترحيب الجزائر بعودة أبنائها إذا رغبوا في ذلك''. ولم يحد فاروق قسنطيني من منظور قانوني بحث في أحقية الجزائريين الحاملين للجنسية البوسنية في العدودة إلى الجزائر في حالة ما أثبت العدالة الجزائرية براءتهم من التهم الموجهة إليهم من هنا في الجزائر، على أن تعاملهم الدولة الجزائرية على قدم المساواة مع المفرج عنهم من غوانتنامو ذوي الجنسية الجزائرية فقط. ومن جهته أكد وزير خارجية البوسنة والهرسك أنه يشاطر تماما رأي الوزير مدلسي ''بخصوص الأشخاص الثلاثة الذين تم التحدث عنهم والذين تم استقبالهم في البوسنة والهرسك''. وأشار في هذا السياق إلى ''إنهم أرباب عائلات وقد تم التكفل بهم جيدا بحيث تمكنوا من رؤية زوجاتهم وأبنائهم''. وفيما يتعلق بالسجناء الآخرين أكد الوزير البوسني ''لقد قررت الولاياتالمتحدة التعامل معهم حالة بحالة، وفور حصولنا على معلومات حول وضعيتهم سنقوم بإطلاعكم عليها''. يذكر أن ثلاثة من المعتقلين في معسكر غوانتنامو مزدوجي الجنسية أُعيدوا إلى البوسنة والهرسك، ولكن مازال هناك ثلاثة أخرون رهن الاعتقال.