أكد وزير الخارجية، مراد مدلسي، أن البوسنيين المفرج عنهم من غوانتانامو جزائريون ويمكنهم العودة إلى بلادهم إن أرادوا ذلك، بينما أوضح نظيره بالبوسنة والهرسك، سفان الكالاي، أن حكومته قد تكفلت بثلاثة سجناء جزائريين بعد أن أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو، كونهم يحملون الجنسية البوسنية• وقال الوزير البوسني، أول أمس، في تصريح صحفي عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية مراد مدلسي بالجزائر، أنه سيلتزم بإطلاع الحكومة الجزائرية بكل جديد حول وضعية باقي الجزائريين المعتقلين في غوانتانامو، بعد أن وعدت الإدارة الأمريكية بدراسة وضعيتهم حالة بحالة• من جهته، أكد مراد مدلسي أنه لم يتفاوض مع نظيره البوسني حول ملف الجزائريين المرحّلين إلى البوسنة أو الذين ما زالوا في معتقل غوانتانامو، وأن اللقاء كان فقط من أجل تبادل المعلومات لا أكثر• وأضاف المتحدث أن الجزائريين الذين أفرجت عنهم الإدارة الأمريكية مؤخرا، رحلوا إلى البوسنة والهرسك لأن لهم عائلات هناك، وأن إمكانية عودتهم إلى الجزائر مطروحة، مضيفا "إنهم جزائريون متزوجون من نساء بوسنيات ولديهم أبناء، وهم الآن متواجدون في بلدهم الثاني، البوسنة والهرسك"• وأشار مدلسي إلى أنهم "إذا رغبوا في العودة إلى الجزائر يوما ما فإنهم سيحظون بالترحاب"، مذكرا بالاهتمام الذي توليه السلطات الجزائرية لملف هؤلاء المعتقلين الذين تتميز وضعيتهم بالخصوصية التي تتطلب الدراسة حالة بحالة• وجاءت تصريحات وزير خارجية البوسنة والهرسك مطابقة لتصريحات نظيره الجزائري مراد مدلسي، حيث أوضح سفان الكالاي أن الحديث كان مجرد تبادل للمعلومات حول الرعايا الجزائريين الذين يحملون أيضا الجنسية البوسنية، وكانت حكومة البوسنة والهرسك قد التزمت بالتكفل بالجزائريين الذين أفرجت عنهم الإدارة الأمريكية بعد أن برأتهم سابقا من تهم الإرهاب• ودخلت حكومة البوسنة والهرسك في مفاوضات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لإقناعها ببراءتهم، في انتظار الإفراج عن باقي المعتقلين الجزائريين بعد دراسة كل ملف على حدة في إطار السياسة الأمريكيةالجديدة الهادفة إلى غلق المعتقل نهائيا• وقد بلغ عدد الجزائريين المفرج عنهم إلى الآن تسعة، حيث كان البنتاغون قد بدأ في الإفراج عنهم تدريجيا بعد المحاكمة منذ شهر جويلية الماضي، وأطلق سراح آخر المفرج عنهم في جانفي المنصرم، فيما يبقى التضارب حول العدد الحقيقي للمعتقلين الجزائريين المتبقين في غوانتانامو بعدما قيل أن العدد يتراوح بين 17 و25 سجينا• من جهة أخرى، وقعت أول أمس، الجزائر مع البوسنة والهرسك على بروتوكل اتفاق حول المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، بالإضافة إلى اتفاق عدم الازدواج الضريبي، وذلك في انتظار الانتهاء من التفاوض بشأن اتفاقيات أخرى سيتم التوقيع عليها لاحقا• وتتمحور الاتفاقيات، حسب مراد مدلسي، حول تسهيل تنقل الأشخاص، بالنسبة لحاملي جوازات سر دبلوماسية وجوازات سفر الخدمات، بالإضافة إلى التعاون القضائي ومفاوضات أخرى حول التعاون التجاري والنقل الجوي•