ينظم مخبر اللَّهجاتِ ومعالجة الكلام ملتقى وطنيا، بعنوان "مستوياتُ التَّعبير اللَّهجي في الجزائر واقع وآفاق"، وذلك يوم 29 أفريل القادم بقسم اللغة العربية وآدابها لجامعة "أحمد بن بلة" أو "جامعة وهران1". وجاء في إشكالية اللقاء نأن "الإنسان كائن حي مفكر معبر، متطور طموح متغير الأحوال، غير راض عما يملك، دائم التطلع إلى غير ما يملك، ومن ممتلكاته أدواتُ أعماله واتصاله، ومن أهم أدوات الأعمال والاتصال، تعبيره اللغوي الملتصق بفكره وتفكيره". وأضافت الإشكالية "لقد كثرت تعريفات الإنسان للإنسان، وتنوعت بتنوع حاجاته وتعددها، ومن تعريفاته لنفسه، أنه ناطق مفكر، وهو يفكر باللغة ويلغو بالفكر، وكلما تغير فكره وتفكيره، تغير تبعا لذلك تعبيره عما يفكر فيه، ويحيط به، ويتواصل معه، ومن ثمة ظهرت إشكالية تتعلق بتحديد المتغيرات الإنسانية ومدى علاقة تغيرها بتغير فكره ومواقفه". ومضت بالقول "ولما كان الإنسان مفكرا معبرا باللغة، وهي أصوات، وكان متطورا في مراحل حياته، ومطورا لحاجته، برز سؤال أو تساؤل، عما يتغير في الإنسان، وعما يُغَيِّرُه الإنسانُ. والإنسان كائن متغير ومغير، وتعبيره اللغوي مرتبط به لا ينفصل عنه، ينمو بنموه، ويتغير بتغيراته، يرقى برقيه، وينحط بانحطاطه، ويتفرع إلى لغات ولهجات بتفرع الإنسان إلى شعوب وقبائل وجماعات. ومن ثم تكرر السؤال، وهو: ماهي التغيرات التي تصيب التعبير الإنساني، وما بواعثها ودواعيها، وما هي مواطن التغير فيها، وما هي علاقتها المرجعية بأصولها وخلفياتها الثابتة لانطلاقها، وما هو مسارها وغايتها من غير منتهاها؟". ويناقش الملتقى العديد من المحاور من بينها "أهم الوسائل العلمية والعملية لتنقية اللهجات العامية وترقيتها" و"لهجات الجماعات، لهجة بني.. أولاد.."، ولهجات المكان "لهجة وهران، مستغانم، البليدة الطارف.."، بالإضافة إلى "لهجات الظواهر الاجتماعية، مفردات الثورة، مفردات الإرهاب"، و"لهجات الصناع والحرفيين.. النجار، الحداد، الإسكافي، الراعي". من ناحية أخرى، لا تزال مشكلة طغيان المفردات الفرنسية على اللسان الجزائري تطرح أكثر من سؤال، كونها صارت تشكل خطرا حقيقا وتهدد بزوال العربية مع مرور الوقت، وفق خبراء اللسانيات. وتحول هذا المزيج، وفق تقرير لوكالة "رويترز" صدر قبل سنوات، إلى ما يشبه علامة تجارية ف"عندما يسمعون أحدهم يمزج العربية والبربرية والفرنسية، يقولون إنه جزائري". غير أن فهم العامية الجزائرية لن يكون سهلا، ففي جملة واحدة قد يكون الفاعل بالعربية والفعل بالفرنسية وتتمة الجملة بالأمازيغية أو التركية، وحتى الإسبانية. ويقول تقرير الوكالة إن هذه اللغة قد تخرج الأجانب عن طورهم، لكنها بالنسبة لكثير من الجزائريين عادية جدا، وليس هناك ما يستوجب الاعتذار ف"هكذا نتحدث في الجزائر". وكثيرون يرون أن على المشارقة أن يبذلوا بعض الجهد وحينها ستتكشف لهم بالتأكيد المعاني، ويستغربون كيف يفهمون اللهجة التونسية والمغربية ويقولون لا نفهم إن تعلق الأمر بالجزائرية.