جولة المباحثات القادمة تشمل تعيين رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء المستقبليين اختتم أمس الاجتماع الذي ضم 20 شخصية من قادة الأحزاب السياسية والنشطاء الليبيين بإقامة جنان الميثاق في الجزائر العاصمة محرزا تقدما على صعيد اتخاذ إجراءات تهدئة أمنية مستعجلة ودعم مسار التفاوض السياسي بهدف حل الأزمة المتفاقمة في ليبيا. وقد عرض المشاركون في الاجتماع مختلف الأطروحات السياسية والأمنية لحل الصراع الدامي في ليبيا كما ناقشوا تشكيل حكومة وحدة وطنية وبرنامجها وآلية اتخاذ القرارات ومعايير اختيار أعضائها. وشدد مشاركون في الحوار على أن "هذه العملية السياسية يجب أن تتوسع لاحقاً لتضم قادة المجموعات المسلحة غير المصنفة في خانة الإرهاب خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويمكن أن يجري هذا اللقاء الجديد في الجزائر أيضاً أو في ليبيا"، ودعا المشاركون في حوار الجزائر إلى "هزم الإرهاب"، الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا في إطار "ليبيا موحدة ومتوافقة"، كما دعوا إلى التقيد بوقف إطلاق النار. ويأتي اللقاء المباشر بين الفصائل المتخاصمة بالجزائر وسط تفاؤل أممي بتجاوز عدد من الإشكاليات في الأزمة الليبية، وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو أمس إن "الأطراف الليبية التي شاركت في الحوار أبدت عزمها في أجواء ايجابية على رأب خلافاتها، وهي تعمل على أطروحات ملموسة حول العناصر الرئيسية المتعلقة بالترتيبات الأمنية، وحكومة الوحدة الوطنية". وأضاف في ندوة صحفية عقب ختام جلسات التفاوض أن الحوار جرى في مناخ بناء وكل الفصائل أبانت على وعي بالوضع الملح الذي تمر به البلاد، مشيرا إلى أن المباحثات ستتواصل مستقبلا لتشمل كيانات أخرى معنية بالأزمة داعيا الأطراف الحاضرين إلى تمهيد طريق السلام أمام الأطياف الأخرى. من جهته اتهم وفد حزب العدالة والبناء الاسلامي (إخوان ليبيا) المشارك في الحوار خلال المناقشات قوى خارج ليبيا وداخلها بالسعي لإفشال المفاوضات، لكنه أكد أن هناك تصميما على "إنجاح المشاورات التي احتضنتها الجزائر وإنقاذ ليبيا والخروج بحكومة وحدة وطنية". واعتبر ليون أن موعد اجتماع الجزائر كان "مناسبا جدا" بسبب تزامنه مع "اجتماعات مهمة تجري في طبرق وطرابلس" مشيرا إلى "رسالة دعم للمجتمعين الذين يتحادثون اليوم عن كيفية الاستمرار في الحوار". وحضر الاجتماع عشرين مسؤولا حزبيا وشخصية سياسية منهم القيادي في حزب الوطن عبد الحكيم بلحاج الجهادي والمسؤول العسكري السابق في طرابلس ومحمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء الإسلامي المنبثق من الإخوان المسلمين. ولم تقدم وزارة الخارجية الجزائرية قائمة بأسماء الحاضرين، واكتفت بأنهم "من الشخصيات المؤثرة في الميدان". وأفاد ليون بأن لقاء الجزائر ليس اجتماعا يستمر يومين إنما "مسار سلام بين الليبيين" وأن "الأممالمتحدة ليست إلا عاملا مساعد في الحوار". من جهتها ذكرت الأممالمتحدة في بيان بث على موقعها الإلكتروني أن الأطراف المتحاورة في الجزائر أكدت على ضرورة دعم عملية الحوار بشكل عاجل، معتبرة أنها الوسيلة الوحيدة المجدية لإيجاد حل سلمي للأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا ووضع حد نهائي للنزاع العسكري الذي سبب الكثير من المعاناة للشعب الليبي. وتابع أن جميع الأطراف أعربت عن إدانتها للهجمات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء. وشددت على ضرورة قيام جبهة ليبية موحدة ودولة ليبية قادرة لمواجهة تهديد "الإرهاب" المتزايد في ليبيا. وأكدت الأطراف أن وحدة ليبيا لا تزال الأداة الأكثر فعالية لمواجهة الخطر الذي تشكله الجماعات الإرهابية. واتفقت الأطراف على مقترح البعثة بأن تركز جولة المباحثات القادمة على بنود جدول الأعمال التي تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية، بما في ذلك التباحث بشأن رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء المستقبليين.