يتجه حلف الناتو لإعادة تقييم أولوياته في المنطقة ليركز جهوده على نحو تكون فيه الجزائر أهم حلفائه في المنطقة/ وكشف الباحث بمعهد الشرق الأوسط بمجلس الحلف الأطلسي، سمير تاتا، أن الحلف يسعى لإقامة إستراتجية جديدة مع أربع دول إفريقية هي ليبيا والجزائر ونيجيريا وأنغولا بعد أن ازدادت أهمية هذه الدول ضمن المخططات المستقبلية للاتحاد الأوروبي لاسيما ما يتعلق بضمان أمنه الطاقوي على خلفية الجهود المبذولة لتخلص من التبعية الطاقوية لروسيا. وأضاف تاتا، وهو محلل للسياسة الخارجية وسبق أن شغل منصب المحلل الاستخباراتي في وكالة الاستخبارات النمساوية، "إن التفاضل والتكامل الأمني لحلف الناتو على مدى العقد المقبل سيتجه نحو ليبيا والجزائر في شمال إفريقيا، ونيجيريا وأنغولا في غرب إفريقيا وفي الوقت الذي تتحرك فيه أوروبا للحد بشكل كبير من اعتمادها على واردات النفط والغاز الروسية. سوف يكون الناتو أمام مهمة لحشد موارد الأمن البحري من أجل مواصلة بذل جهد كبير لمكافحة القرصنة في خليج غينيا من أجل ضمان تدفق النفط والغاز إلى أوروبا. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يواجه الحلف الأطلسي قرارات صعبة جدا فيما يتعلق بالتدخل العسكري لحل الصراع الداخلي على أسس عرقية وقبلية ودينية في دول فاشلة حال ليبيا، والتي تهدد دولا هشة جد مهمة مثل الجزائر ونيجيريا." ببساطة، يضيف المتحدث في مقال له نشر في الموقع الرسمي لشبكة الأمن والعلاقات الدولية، يجب على حلف شمال الأطلسي إعادة تقويم أولوياته وإقامة شراكة جديدة مع الجزائر وليبيا ونيجيريا وأنغولا لتعكس الأهمية الإستراتيجية المتزايدة لهذه الرباعية الإفريقية للتحالف. ومن وجهة نظر أوروبا تمتاز هذه الدول وخاصة الجزائر بمزيج من القرب الجغرافي والعلاقات الودية، وبشكل خاص احتياطيات ضخمة من النفط والغاز بما يجعل هذه الدول الأربع المذكورة أعلاه بدلاء بامتياز لروسيا. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، فإن الاحتياطيات النفطية المؤكدة مجتمعة في هذه الدول تقدر ب 106.9 ملايير برميل، وهو ما يزيد على روسيا ب 80 مليار برميل.