ليست المناظر الطبيعية الخلابة وحدها التي تبهر زائر الحدائق العامة في ماليزيا خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، فالعرسان في شهر العسل كذلك ينتقلون من منظر لآخر لالتقاط الصور بملابسهم التقليدية، كل عروسين معا، أو معهما مجموعة من أصدقائهما وذويهما. ولا يكتفي العروسان بالكاميرات الشخصية أو الهواتف الذكية لالتقاط الصور، حيث يلجأ كثيرون إلى الاتفاق مع أستوديوهات متخصصة لانتداب مصور لمرافقة العروسين أثناء رحلة التصوير. ويقول المصور نجم الدين عبد الشكور إنه معتاد على الخروج في نهاية الأسبوع لتصوير المتزوجين الجدد، ويتقاضى نحو ستمائة دولار كحد أدنى في اليوم. خروج العروسين وحول ما إذا كان المصور يتدخل في تحديد مسار رحلة العروسين وأماكن التصوير، قال إنه بحكم خبرته يتقبل العروسين في العادة إرشاداته وتوجيهاته، لكن تترك هيئة التصوير للعروسين. وأضاف عبد الشكور في حديثه للجزيرة نت أن وقت خروج الزوجين من البيت يختلف حسب تقاليد منطقة لأخرى، حيث يتدخل أهل العروسين عادة في موعد أول خروج عام لهما، وفي الغالب تكون بعد حفلة العرس التي يقيمها العريس وتسبقها حفلة العروس، لكن مثل هذه القواعد تتكسر أحيانا حيث يخرج العروسان دون تنسيق مسبق. الجزيرة نت تحدثت إلى عدد من العرسان في حديقة بردانا -إحدى أشهر الحدائق العامة في العاصمة كوالالمبور- حيث قدم شفيع جعفر الضابط في سلاح البحرية الماليزي من ولاية نِغري سمبليمان بزيه العسكري مع عروسه بعد خمسة أيام من زواجهما لالتقاط الصور. وقال جعفر إنه لا يواجه مضايقات من قبل المجتمع الماليزي وهو يتجول مع عروسه بزي زفافها، وقد لا يتعدى حديث الغرباء التهنئة والسؤال عن وقت الزفاف. أما شفيع شامي فبادر إلى دعوتنا لتصويره مع عروسه مفتخرا بالزي التقليدي الماليزي، الذي يرتديه وعروسه، واعتبر التنزه والتصوير جزأين من التقاليد والثقافة الماليزية. ثقافة دخيلة يسود اعتقاد بين كثير من الماليزيين أن ظاهرة تصوير العروسين في الحدائق العامة تتطابق مع إشهار الزواج الذي نصت عليه السنة النبوية الشريفة، وعززتها تقاليد اجتماعية تحتفي بأول خروج للعروسين من منزل الزوجية، لكن علماء دين انتقدوا هذه الظاهرة، ودعوا المتزوجين الجدد إلى التزام الحشمة بالمظهر والتصرفات أمام الغرباء. وقال الشيخ أبو عبيدة مكين رئيس مدارس الأخيار الإسلامية إن هذه الظاهرة حديثة نسبيا، ونشأت بسبب اختلاط الملاويين بغيرهم من الأعراق الماليزية الأخرى، خاصة الصينيين، إلى جانب الاحتكاك بالسياح والمجتمعات الغربية. ولا يرى الشيخ مكين مشكلة في التصوير إذا كان ضمن الحشمة وعدم الابتذال، لكنه أردف أن العروسين يخرجان في أحيان كثيرة عن اللباقة والأدب العام في هيئة التصوير، خاصة أن المصور عادة ما يكون من غير المحارم.