قبل أكثر من مائة عام كانت حديقة حيوان مدينة إدنبرة الأسكتلندية هي أول حديقة حيوان في أوروبا تقتني بطاريق. حدث هذا عام 1914، ومنذ ذلك الحين ارتبطت الحديقة بطائر البطريق الذي اتخذته شعارا رسميا لها. والآن وبعد أن انتشرت البطاريق في معظم حدائق الحيوانات في أوروبا، لا تزال حديقة حيوان إدنبرة متفردة باقتنائها للبطريق الوحيد في العالم الذي لديه رتبة عسكرية وملكية وكونها تمتلك أكبر حوض سباحة للبطاريق في أوروبا. وتبدأ القصة عام 1913 عندما قدمت مملكة النرويج أول طائر من فصيلة البطريق الملك لحديقة حيوان إدنبرة. وفي عام 1972 جاءت قوات الحرس الملكي النرويجي لتقديم استعراض عسكري في إطار مهرجان تاتو السنوي للموسيقى العسكرية والذي يقام في قلعة إدنبرة. وحينها سعى ملازم بالحرس يدعى نيلز إنجيلين لتبني بطريق بحديقة الحيوان ليكون جالبا للحظ للقوات. مسيرة الترقي ونجح إنجيلين في مهمته ثم أصبح هذا الطائر عضوا في الحرس الملكي وأطلق عليه اسم نيلز أولاف تيمنا باسم هذا الملازم والملك النرويجي أولاف الخامس. وبقي البطريق في حديقة حيوانات إدنبرة وحصل على رتبة معاون عريف وكانت تتم ترقيته في كل مرة يأتي فيها الحرس الملكي النرويجي للمشاركة في الاستعراضات العسكرية في المدينة. ورقي البطريق إلى رتبة عريف عام 1982 ثم وافته المنية بعد عدة سنوات وحل مكانه بطريق آخر أطلق عليه الاسم ذاته وتمت ترقية البطريق الجديد إلى رتبة رقيب الفرقة الرئيسية. وفي أغسطس/آب عام 2005 وصل إلى رتبة كولونيل رئيس في الجيش النرويجي. وبعد ثلاثة أعوام حصل على لقب فارس الذي اقترن باسمه حتى الآن. الطائر حاملا رتبته على إحدى جناحية ويوجد حاليا تمثال برونزي في الحديقة يمثل هذا البطريق عند مدخل القسم الخاص بالبطاريق وعلى جناحه الأيسر شارة تمثل رتبته العسكرية. وقالت المسؤولة الإعلامية بحديقة حيوان إدنبرة ريتشل غودارد للجزيرة نت إن الحديقة هي أول حديقة حيوان في نصف الكرة الشمالي تقوم بتربية طيور البطريق الملك، وهي أول حديقة أيضا في العالم تقوم بتربية فصيلة البطريق المعكرونة والبطريق الغنتو". وأضافت أن البطريق نيلز أولاف لا يقود فرقة الحرس الملكي العسكرية بنفسه ولكنه لقب شرفي يحظى به ويتفاءل به الحرس كتميمة جالبة للحظ والفأل الحسن. ويزور المكان المخصص للبطاريق في الحديقة أفواج من السائحين وتلاميذ المدارس وزوار الحديقة. وقالت تيغي -إحدى الزائرات- إنها استمتعت واستفادت من الشرح الذي ألقاه حراس البطاريق على مسامع الأفواج الزائرة وفوجئت عندما علمت أن أحد البطاريق هنا حصل مؤخرا على لقب فارس الملكي من النرويج. أما باري -الذي يعمل في رعاية البطاريق- فيرى أن هذا البطريق لا يحظى بمعاملة خاصة في الحديقة رغم كونه البطريق الوحيد في العالم الذي يحمل كل هذه الألقاب ويحظى بهذه الشهرة. مضيفا أن البطريق الحالي "حظي برعاية وتربية خاصة في صغره وبالتالي يبدو ذا شخصية متميزة، فهو يقف وحده مثلا يشاهد بقية البطاريق والزوار وما يجري حوله من بعيد".