الحامة تروي قصصا عن التمساح جاكلين والدب أورسيوس والفهد ساندي دون ذيل يستقطب الجناح المخصص للحيوانات بحديقة التجارب بالحامة بالعاصمة اهتمام الزوار و الباحثين عن الحيوانات و الطيور النادرة، كما تستوقفهم تلك الحيوانات المحنطة كالتمساح جاكلين الزائر الأبدي، رفقة الدب المعمر أورسيوس أو الفهد ساندي بدون ذيل، و الذي كتبت له الحياة ، كما يقال، مرتين. تمتد حديقة الحيوانات بالحامة على مساحة هكتارا واحدا من أصل ما يزيد عن ثلاثين هكتارا من المساحة الإجمالية لحديقة التجارب التي يلفها غطاء نباتي أخضر يسر الناظرين، حيث يقدر عددها بنحو ألفين وخمس مائة نوع بين الأشجار و النباتات النادرة ،من بينها شجرة "دراقونيا "أو التنين و الفيكوس و البامبو التي بدأت تشيخ والتي يعود تاريخها إلى حوالي قرن ونصف من الزمن. وأهم شيء يلفت انتباه الزوار، الحيوانات المحنطة ،كأنثى التمساح المعمرة جاكلين التي توفيت في 28 أفريل سنة 1990 ،بعد أن عاشت حسب المرشدين، قرنا من الزمن، و تظهر لافتات المعلومات، بأن هذه الأخيرة جلبت مع ذكر اسمه اندوف من نهر المسيسبي بالولايات المتحدةالأمريكية، لتستقر بالجزائر ،طوال هذه الفترة من الزمن ،نظرا لملاءمة الأجواء،و الظروف المناخية ،و الرعاية التي كانت تحظى بها أنثى التمساح التي حطمت الرقم القياسي، وفق الأصداء التي جمعناها من عين المكان. الدب أوريسوس عاش نفس المدة تقريبا، بنحو 81 سنة، متجاوزا عديد الدببة المعمرة و المشهورة من بينها دب ياباني بلغ اثنان وثلاثون سنة ، و ما هو معروف عن حياة الدببة ،حسب إحدى المرشدات بالحديقة، أن معدل عمرها يقدر مابين 15 إلى 25 سنة فقط ،وبتالي يبقى الدب أوريسوس يحتل صدارة الترتيب. استقبلت حديقة التجارب الحامة ،حسب دليل الزائر ،عديد الحيوانات المتوحشة، منذ نشأتها من طرف المعمر الفرنسي جوزيف دونج عام 1900، على مساحة هكتار لتربية الحيوانات من مختلف الأنواع إلى جانب الأغنام والنعام بهدف بيع الريش والبيض إلى أوروبا إبان الاستعمار . في هذه الحديقة التي صور فيها الفيلم الأمريكي الشهير طارزان و هو شخصية خيالية ظهرت لأول مرة، في أكتوبر 1912 للمؤلف الأمريكي إدغار رايس بوروس1875 - -1950 ، وحققت الرواية في حينها نجاحا كبيرا و تم إنتاج بعد ذلك 88 فيلما عن هذه الشخصية الخيالية التي أثارت جدلا واسعا في العالم. يعيش حاليا في نفس الحديقة الفهد "سنداي "الذي كتبت له الحياة مرتين، حسب المرشدين بالحديقة ، وقد تكفلت الطبيبة البيطرية خوشان ،رفقة عدد من عمال الحديقة ، بإنقاذه من مخالب اللبؤة ،حينما حاول الفهد الأصفر تجاوز الأسلاك المعدنية ، فتحركت بذلك الغريزة العدوانية للبؤة التي كادت أن ترديه قتيلا، حيث شلت أطرافه نتيجة تمزق حاد في الشبكة العصبية . خضع الفهد الذي كان لا يتجاوز خمس سنوات من عمره ،إلى عملية جراحية تم استئصال جزء كبير من ذيله خلالها ، كما خضع للعلاج الفيزيائي، و آخر لإعادة التأهيل الحركي، لمدة فاقت سنة كاملة، حتى تمكن الفهد ساندي الملقب بدون ذيل على المشي و الحركة بدون مشاكل. تعود هذه المأساة ، حسب ذات المصادر إلى سنة 2009، كاد خلالها ساندي أن يفقد حياته بمجرد حركة بسيطة،و يتوقف الزوار بالقرب من قفص ساندي للاستفسار عن وضعه الصحي، لمن يعرفون قصته ويثير موجة من التساؤلات لدى بعض الزوار عن سبب عدم وجود ذيله . ولا يتوانى القائمون على الحديقة كلما مرة على سرد قصته ،رفقة بقية الحيوانات الموجودة لتعميم المعرفة .وعلى طول السياج توجد إشارات تحذيرية للزوار، من مغبة التهاون أوالتعامل مع الحيوانات المفترسة.