صالح والحوثيون في وضعية الموت والخليج يفتح حربا جديدة اتسمت الضربات الأولى لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن بعنصر المفاجأة، قبل أن تتحول إلى أمر واقع بدوافع وأهداف ومصوغات قانونية واضحة، مدعمة بتزكية من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وجامعة الدول العربية وكذا الرأي العام العربي، فقد منحت لاءات الحوثيين وعودة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى الواجهة شرعية للضربات الجوية التي قادتها السعودية في ظل حكم الملك الجديد الذي شعر بضرورة إظهار سيف الحزم العسكري والسياسي لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في اليمن والذي يشكل تهديدا مباشرا لأمن السعودية واستقرار باقي دول الخليج العربي، فضلا عن ارتباط "عاصفة الحزم" بالنفوذ الإيراني في سورياالعراقولبنان. «عاصفة الحزم" إذن أظهرت العلم الإسلامي في صورة مجزأة إلى قسمين "عالم السنة وآخر للشيعة، وساحة حربه اليمن والعراقسورياولبنان بدرجة أقل، وحسابات السعودية هي نفسها حسابات دول الخليج العربي والعواصم العربية الأخرى المتحالفة معها كمصر والمغرب والأردن والسودان الذي وجد زعيمه عمر البشير في وقوف الرياض إلى جانبه فرصة لتسديد دين السعودية في مآزرته ضد مخاطر جره إلى المحكمة الدولية، كما أن حسابات المملكة هي نفسها حسابات الحلفاء في الغرب رغم التفاوت النسبي في الأهداف، حيث من مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية تقليم أظافر طهران في المنطقة دون الإخلال بالتوازنات المطلوب كبقاء إيران عامل تهديد لدول الخليج التي تجبرها مصالحها على الولاء المطلق لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبطبيعة الحال من غير المفيد لأي طرف إقحام إسرائيل في هذه الحسابات التي تجني فوائدها بطريقة مباشرة من واشطن دون المرور على العرب الذين يشكلون وقود الحرب على الحوثيين وعلى إيران وداعش وكل المخاطر ومصادرها التي تظهر في المنطقة من حين لآخر، ومن الواضح جدا أن تنامي قوة الحشد الشيعي الذي غذته الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق سيكون بمثابة "الحوثيين" في العراق، وهذا ما يدفع بالسعودية إلى الإسراع في قطع الذراع الإيرانية في اليمن، ولن يتم المس بالحشد الشيعي إلا بعد أن ينهي حربه داعش في العراق، فيما تبقى الجبهة السورية بعيدة عن هذه الحسابات لأن مستقبلها لم يحسم نهائيا لتعقيداته وارتباطه ببلد آخر هو لبنان وحزب الله. الحرب الجديدة في اليمن إذن هي حرب على جبهات مختلفة، عربية عربية وإسلامية إسلامية بين مذهبين، ودولية ضد طائفة أبت كل أدوات التواصل والحوار، وهي أيضا انعكاس لحالة اليمن التي تعثرت فيها الثورة، حيث رفض الرئيس السابق علي عبد الله صالح كل التسويات السلمية التي تم الاتفاق بشأنها قبيل انسحابه، والتي فتحت له الباب واسعا لخروج يحفظ له ماء الوجه، لكن حسابات صالح وتحالفه مع الحوثيين ضد الشرعية أوصلت اليمن إلى دفع الخليجيين نحوقرار صعب لكن العالم الإسلامي والسني على وجه الخصوص كان ينتظر اتخاذه منذ أشهر مضت. وإذا كن سقوط جماعة الحوثيين في اليمن يعني هزيمة نكراء لايران في المنطقة فهو أيضا هزيمة للتيار الشيعي في باقي دول الشرق الأوسط خصوصا في العراق والبحرين وحتى سوريا التي تتواجد فيها كتائب الحرس الثوري وحزب الله، لتبقى إسرائيل الرابح الأكبر في معادلة الحرب باليمن دون أن تنفق دولارا واحدا ودون أن تظهر في الصورة.