السيسي: لنؤسس قوة عربية مشتركة تمثل رادعا لمن يهددنا العاهل السعودي: عملياتنا العسكرية ستستمر في اليمن انطلقت في شرم الشيخ بمصر أعمال القمة العربية في دورتها العادية ال26 بتأكيد القادة الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية على أن المنطقة العربية تواجه تحديات وأزمات كثيرة، وخاصة في بلدان تشهد حالة عدم استقرار، وعلى رأسها اليمن وليبيا وسوريا والعراق. وفي الكلمة الافتتاحية، دعا أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح بصفته رئيس القمة السابقة إلى عقد مؤتمر خاص لتجنيب اليمن الانزلاق نحو حرب أهلية، في وقت تتواصل عاصفة الحزم بقيادة السعودية لوقف توسع جماعة الحوثي، واستعادة مؤسسات الدولة اليمنية التي استولت عليها الجماعة. كما دعا أمير الكويت في كلمته إلى تضافر الجهود من أجل حل الصراع الدائر في ليبيا، وأكد دعم بلاده للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية. ومن جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تسلم رئاسة القمة أن التحديات التي تواجه بعض الدول العربية بلغت حدا جسيما وغير مسبوق، وأن مستقبل هذه الأمة رهين بما سيتم اتخاذه من قرارات في هذه القمة. ودعا الرئيس المصري إلى تأسيس قوة عربية مشتركة تمثل رادعا لكل من يهدد الأمن العربي، وأكد أن "التصدي والرد على التحديات التي تواجهنا حق أصيل لنا"، مشيرا إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها بعض الدول العربية لاستقطاب أطراف داخلية. وبشأن الوضع في اليمن، قال السيسي إن مساعي الحوار في اليمن فشلت فكان محتما أن يكون هناك تحرك عربي حازم، في إشارة إلى عاصمة الحزم التي تتواصل لليوم الثالث من أجل دعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وردع مسلحي جماعة الحوثي. وأكد الرئيسي المصري أن الأزمة السورية باتت مأساة يتألم لها الضمير العربي، وشدد على ضرورة التوصل لتسوية سياسية تدعم تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية والحكم المدني وتحرص في الوقت ذاته على الحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية. وفي شأن عربي آخر، قال السيسي إن الوضع في ليبيا يزداد خطورة وتعقيدا في ظل استفحال التنظيمات الإرهابية وأكد دعم بلاده لتحركات الأممالمتحدة من أجل التوصل لتسوية سياسية في ليبيا. وتطرق الرئيس المصري في كلمته لخطر ما سماه الإرهاب، وقال إنه يستغل التقنيات الجديدة بغرض التحريض والترهيب، وأكد في السياق ذاته أن هناك حاجة لتنقية الخطاب الديني من شوائب التعصب والتطرف والغلو والتشدد. ومن جانبه، أكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أن عاصفة الحزم سوف تستمر إلى أن تحقق أهدافها، ووجه الشكر للدول المشاركة والداعمة للعملية. وقال إن القمة تنعقد بهدف الخروج من الأزمات التي تعاني منها العديد من الدول العربية. وانتقد الملك السعودي بشدة رفض الحوثيين لبحث الأزمة اليمنية بالعاصمة الرياض، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي استجابت لطلب الرئيس هادي بعقد قمة في الرياض. وأشار في كلمته إلى أن ما سماه آفة الإرهاب تأتي في طليعة التحديات التي تواجه الأمة العربية، داعيا إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء معاناة الشعب السوري. ومن جانبه، دعا الرئيس هادي إلى استمرار عاصفة الحزم في اليمن حتى تحقيق أهدافها واستسلام من سماهم العصابة، في إشارة إلى مسلحي جماعة الحوثي الذين وصفهم بأنهم دمية في يد إيران، واتهمهم بالمراهقة السياسية والسعي للسيطرة على اليمن برمته. وأشار هادي إلى أن عاصفة الحزم جاءت استجابة عملية لطلبه الرد على "العدوان الحوثي المدمر" ودعا الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية الدستورية بعد أن واجه الحوثيون الشعب بقوة السلاح وحاصروا قيادات الدولة وعطلوا عمل المؤسسات. ومن جانبه، أيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس جهود السعودية ودول الخليج لحفظ أمن المنطقة، والعمليات الرامية للحفاظ على أمن اليمن. وعن الشأن الفلسطيني قال إن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، وقال "نمد أيدينا بالسلام على أساس الشرعية الدولية"، فيما قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في القمة العربية "نتطلع لتطوير العلاقات مع مصر خدمة لمصالح البلدين"، مضيفا أن يد الإرهاب الغادر طالت تونس من خلال استهداف المتحف في العاصمة التونسية. وتتواصل القمة العربية إلى يوم الأحد، ويشارك في أعمالها أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حضر في أول زيارة لمصر منذ توليه مقاليد الحكم يوم 25 جوان 2013. وذكر التلفزيون المصري أن 14 رئيسا وملكا وأميرا سيترأسون وفود بلادهم، بينما تتمثل مشاركة بقية الدول العربية في نواب رؤساء ورؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية وممثلين شخصيين.