أجلت الجزائر 160 من رعاياها المتواجدين في اليمن، بما فيهم بعثتها الدبلوماسية، على خلفية تأزم الأوضاع الأمنية هناك. كما أجلت رعايا مغاربيين، بأمر من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بينما سيتم إجلاء آخرين في الأيام القادمة. واستقبل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، مساء أول أمس، 160 رعية جزائري، قامت السلطات بإجلائهم من اليمن، بعدما تأزمت الأوضاع الأمنية هناك إثر التدخل العسكري العربي، إلى جانب وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، حيث أرسلت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، والتي قامت بنقل الرعايا الجزائريين، الى جانب آخرين مغاربيين، بينهم 40 تونسيا و 15 موريتانيا و 8 ليبيين و 3 مغربيين (أم و طفلاها) وفلسطيني، إلى مطار القاهرة ثم إلى الجزائر. وأوضح لعمامرة، أن الجزائر تمكنت من تسهيل عملية عودة رعاياها إلى أرض الوطن، بفضل تعبئة كافة قطاعات الدولة، إلى جانب إجلاء رعايا عرب، مشيرا إلى أن العملية تمت في ظروف مناخية وأمنية صعبة. كما أكد أنها جاءت بتعليمة من الرئيس، وأنها ستتواصل للفترة القادمة، حيث سيتم تسهيل نقل الجزائريين والعرب من العاصمة اليمينة صنعاء نحو الجزائر. من جانبها، كشفت وزير التضامن، عن توفير الظروف الملائمة لتمكين الأشقاء العرب من العودة إلى بلدانهم انطلاقا من الجزائر، كما عبرت عن فرحها بقدوم الرعايا بخير وبصحة جيدة. وتشهد اليمن، فوضى سياسية وأمنية، بسبب سيطرة الحوثيين على مناطق من البلاد، وعاصفة الحزم التي تقودها دول خليجية بالتعاون مع مصر والأردن، والتي قامت بقصف مواقع عديدة تابعة للحوثيين، وهي العملية العسكرية التي رفضت الجزائر المشاركة فيها. كما رفضت المشاركة في الحرب في مالي في وقت سابق، مؤكدة على مبدئها في عدم مشاركة الجيش الجزائري في أي معركة خارج حدوده، وحظي هذا الموقف باحترام جميع الدول، بمن فيهم السعودية، التي اعتبرت الموقف الجزائري واضح ونزيه ومحترم. وكانت دول عربية وأجنبية قد قامت بإغلاق سفاراتها في اليمن وإجلاء بعثاتها الدبلوماسية منذ فترة، في حين أبقت عليها الجزائر، حيث أشارت الى عدم وجود أي تهديد ضدها إلى غاية الآن، ما جعل دولا أخرى على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، تلجأ إليها لمتابعة أمور رعاياها في اليمن، إلا أن تدهور الوضع في الوقت الراهن أجبرها على غلق السفارة بشكل مؤقت وإجلاء البعثة الدبلوماسية.