ستكون المؤثرات الشرقية والغربية في المسرح الجزائري محور بحث ونقاش خلال الملتقى العلمي الذي ينظم على هامش الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، وذلك بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين والمشتغلين في المسرح. وجاء في الإشكالية أن المسرح الجزائري لا يشكل جزيرة فنية معزولة عن مجرى المسرح العالمي، فهو مسرح حي ومتفاعل مع محيطه الاجتماعي ومساير لتطورات ومسارات المسرح العالمي وتجاربه المختلفة، بل ولد المسرح الجزائري في مهد المثاقفة والتواصل الفني مع الثقافة الغربية والشرقية معا بحيث استطاع في حيز زمني وجير أن يتمثل أبرز التجارب المسرحية، وأن يستلهم نظريات أشهر المدارس الفنية، ويفيد من تقنيات أعرق الأساليب في الأداء المسرحي. ولم يقتصر التأثر، وفق المصدر ذاته، بمجال محدد من مجالات المسرح كالكتابة "النص المسرحي" أو الإخراج المسرحي أو التمثيل أو السينوغرافيا، بل لامس التأثر كل ما يتعلق بالمسرح وفنونه. كما لم يتوقف التأثر عند اتجاه مسرحي بعينه أو مدرسة مسرحية محددة ،بل تعدد الأخذ والتأثر وتنوع التمثل والاستلهام،ولم يكن التفاعل مع المسرح المغاير تفاعلا سلبيا يتوخى النقل والتقليد، بل كان التمثل عن وعي ودراية وإضافة، مما يجعلنا نتساءل عن أسباب تأثر المسرحيين الجزائريين بالتجارب المسرحية العالمية وبدرجة أقل بالتجارب العربية؟ وما الهدف من ذلك وما نتائجه في مجال الإبداع المسرحي الجزائري؟. وبعد سنوات من الإبداع في المجال المسرحي كيف نقيم العروض المسرحيه الجزائرية في سياق المنجز المسرحي العالمي؟ وما موقع المسرح الجزائري ضمن المسارح العربية والإفريقية ؟ وهل التأثر يعكس الحاجة والقصور أم أن ذلك ظاهرة طبيعية تعكس قدرة التفاعل والتساوق مع التجارب العالمية ؟. من ناحية أخرى، تتشكل محاور الملتقى العلمي من 5 محاور هي "المثاقفة: ماهيتها وقضاياها في مجالات الثقافة والفنون" و"تأثر المسرح الجزائري بالتجارب المسرحية الغربية" و"تأثر المسرح الجزائري بالتجارب المسرحية العربية"، بالإضافة إلى "إسهام المسرح الجزائري في بلورة رؤية مسرحية خاصة به وقيمة ذلك ضمن التجارب التأصيلية العربية" و"إسهام النقد الجزائري في انفتاح المسرح الجزائري على التجارب المسرحية العربية والعالمية".