تستعد مدينة تلمسان لاستضافة الدورة الجديدة من مهرجان الجزائر الدولي للمسرح، حيث تنظم التظاهرة هذا العام في إطار احتفالية ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، وذلك ابتداء من العشرين أكتوبر إلى غاية الفاتح نوفمبر القادمين· وبينما لم يتحدد برنامج التظاهرة النهائي بعد، ينتظر أن يخصص الملتقى العلمي لمناقشة موضوع ”التجارب المسرحية مسارات وبصمات”، وذلك أيام ال 25 وال 26 وال 27 أكتوبر· وجاء في الورقة العلمية للملتقى أن الجدل كان ولا يزال ”قائما بين المسرحين؛ سواء كانوا ممارسين أو منظرين، بين خيارات ثلاث يقع فيها العقل المبدع المتفاعل مع الواقع ببعديه الفيزيقي والميتا فيزيقي، فإما الانطلاق من الماضي والاعتماد عليه أساسا وحيدا، باعتباره المرجع الأساس في التفاعل مع الواقع، والتأكيد على البحث في الأشكال الما قبل مسرحية في مختلف الحضارات الإنسانية القديمة على غرار الفراعنة والإغريق والآسيويين والقبائل الإفريقية وأمريكا اللاتينية وغيرها·· وإما رفض الماضي إجمالا وتفصيلا ومعارضته ومحاربته، بحجة العصرنة والجري وراء الجديد والتجديد، دون مراعاة الواقع المحلي والإقليمي، وإما التفاعل والتوأمة فيما بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل، أساسا للإبداع والذوق والحكم، والعمل على إجراء التعديلات والتغييرات باستمرار وبمرونة وانسيابية، مراعين بذلك تحقيق دوافعنا وأهدافنا وأذواقنا، متحررين من الأحكام المعلبة والقوالب الجاهزة التي لا يمكن تعديلها أو تغييرها”· وترى الورقة العلمية أن ”الممارسة المسرحية وما قبل المسرحية في محاكاتها للحراك السوسيوثقافي من ما قبل الهنود والفراعنة مرورا بالإغريق إلى يومنا هذا، لم تستقر أو تتوقف أو تخرج عن نطاق الخيارات الثلاث سابقة الذكر·· فإما تقليدية محافظة أو تمردية جامحة أو توفيقية توليفية”· من ناحية أخرى، أوضح المنظمون أن الملتقى العلمي يعتبر فرصة للوقوف عند أهم التجارب المسرحية العربية والعالمية، ودراستها بهدف ”توظيفها والاستفادة منها على ضوء جملة من الإشكاليات والتساؤلات التي تشغل العقل المسرحي اليوم عربيا وعالميا، ومن بينها·· ما موقع المسرح العربي من هذا الجدل؟، وهل استطاعت تجاربنا المسرحية أن تكون نماذج يحتذى بها، وإلى أي مدى نجحت التجارب المسرحية التقليدية في إقناع متلقي هذا العصر”·