وسع النفط الخام الدولي "خام برنت" من صعوده أمس الأربعاء معززا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي متجها صوب 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى في خمسة أشهر مستفيدا من هبوط الدولار الأمريكي وعلامات على تحسن الطلب العالمي. وبحلول الساعة 12.20 بتوقيت جرينتش أمس ارتفع خام برنت بنحو 2.5 بالمائة ليتداول حول 69.10 دولارا للبرميل من مستوى الافتتاح 67.66 دولارا وسجل أعلى مستوي ديسمبر 2014. وحققت عقود خام برنت (تسليم جوان القادم) ارتفاعا بالأمس بنحو اثنين دولار بعد يومين من الخسائر إثر مخاوف بشأن تعطل إمدادات النفط من ليبيا أكبر احتياطي للنفط في إفريقيا. وأثر انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.7 بالمائة عاكسا هبوط العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية وثانوية إيجابا على أسعار النفط أثر توالي البيانات السلبية الصادرة في الولاياتالمتحدة، في حين ظهرت علامات إيجابية على على تحسن الطلب العالمي من النفط ولاسيما الطلب في أوروبا حيث رفعت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط بالعالم أسعار الخام إلى عملاء في أوروبا تماشيا مع ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة. وفي الولاياتالمتحدة انخفضت مخزونات النفط الأسبوع الماضي للمرة الأولى بعد ارتفاعات قياسية على مدار سبعة أسابيع متتالية حسب بيانات معهد البترول الأمريكي وهو ما يعكس تحسن الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط بالعالم. وقال المعهد بالأمس إن مخزونات النفط انخفضت بنحو 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي إلي إجمالي 482.9 مليون برميل مخالفة التوقعات التي أشارت إلى زيادة بنحو 1.5 مليون برميل. وانتعش برنت بحر الشمال، المعيار القياسي الدولي، بنسبة 50٪ الآن منذ انخفاضه إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات مسجلا 45 دولارا للبرميل في يناير، نظرا لأن المتداولين يتطلعون إلى ما وراء السوق الحالية الذي يتمتع بإمدادات كافية إلى التركيز على الاستهلاك المتنامي وتباطؤ إنتاج الولاياتالمتحدة. ورغم ذلك فإن السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم، ليس لديها أي خطط لخفض إنتاجها الذي تجاوز 10 مليون برميل يوميا في ظل اتجاهها نحو زيادة حصتها في السوق. وقال علي النعيمي، وزير البترول السعودي: "الله وحده هو الذي يعرف المسار الذي ستتجه إليه أسعار البترول العالمية"، وهو ما يؤكد على أن انتعاش أسعار البترول يشكك قليلا في الحفاظ على استمرار طفرة الغاز الصخري الأمريكي.