وقعت، أمس، محكمة جنايات العاصمة، عقوبة ال 10 سنوات سجنا نافذا في حق عون أمن بولاية الجزائر بعدما التمس له النائب العام عقوبة الإعدام لمحاولته قتل زوجته، بعد سعيه إلى ذبحها، غير أنه فشل في ذلك مصيبا إياها بالرقبة واليدين ورجلها اليسرى، مبررا بأوهام الخيانة الزوجية والتشكيك في نسب أبنائهما الأربعة. وتعود وقائع هذه القضية إلى حدود العاشرة والنصف صباحا من يوم 16 مارس 2014، حين تقدم المدعو "ه. محي الدين" من مواليد 1954 وهو عون أمن بولاية الجزائر إلى مصالح الأمن الحضري الأول بباب الوادي وبحوزته سلاح أبيض من نوع سكين ويداه ملطختان بالدماء وهو في حالة هيجان وأخبرهم بأنه قد ذبح زوجته المسماة "ر. نبيلة" من مواليد 1965بمسكنه، وبتنقل مصالح الأمن إلى مسرح الجريمة وجدوا الضحية ممددة وملطخة بالدماء عليها جروح ظاهرة على مستوى الرقبة واليدين وكذا رجلها اليسرى، كما لاحظوا بأرض غرفة الحمام ملابس مبللة وعليها آثار الدم كما عاينوا بقعا كثيرة من الدم على الأرض، بالإضافة إلى حوض الاستحمام الذي كان ملطخا كليا بالدماء، ونظرا إلى خطورة الإصابات والجرح التي ألمت بالضحية تم نقل الأخيرة على متن سيارة أحد الخواص إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي "محمد لمين دباغين" باب الوادي، فيما استمر التحقيق مع الزوج المتهم الذي أقر بجرمه وعاد إلى سرد مجريات الأحداث التي تعود إلى حدود الساعة التاسعة و40 دقيقة بعدما استيقظ من نومه في حدود الساعة التاسعة صباحا وظل جالسا بغرفة نومه يتناول سجارة وعندها راح يفكر في الشكوك التي ظلت تراوده منذ 9 أشهر بعدما تهيأ له بأن زوجته تخونه وأن أبناءه الأربعة ليسوا من صلبه، وهناك قرر التخلص بشكل نهائي من زوجته فراح يفتح درج خزانة صغيرة بغرفة نومه وأخذ منها سكينا ذا مقبض خشبي ليتوجه به نحو غرفة الحمام، حيث كانت زوجته تقوم بغسل الملابس، ليباغتها من الأمام موجها لها عدة ضربات بالسكين على مستوى الرقبة واليد والرجل بقوة، محدثا لها جروحا عميقة، إلى أن سقطت أرضا وفي تلك الأثناء سمع دق الباب الرئيسي للمنزل فتوقف على ضربها ثم غادر الشقة ليجد أمام الباب جاره المقيم بالطابق الثاني الذي استفسره عن الأمر فرد عليه بأنه قرر قتل زوجته وذلك "لإرغام العدالة على تعميق التحقيق في قضية خيانتها له والنسب للأبناء المشتركين" الذي قال عنهم إنهم ليسوا من صلبه " بل إنهم نتيجة علاقتها الجنسية مع أشخاص آخرين"، حيث أكد المتهم أنه لم يتابع أي علاج أو أنه قد عرض نفسه على طبيب عقلي أو نفسي. واستمرارا للتحريات تم سماع الجار على محضر رسمي الذي أكد أنه أثناء تواجده بشقته سمع صوت شجار بين المتهم وزوجته، حيث كان يصيح الأول وبصوت عال على زوجته قائلا "أنت خنتيني...أنت خنتيني" فيما كانت ترد عليه "لالا ... ما خنتكش، والله عمري ما خنتك"، وأضاف الجار أنه ظل مدة جد قصيرة يسمع الشجار بينهما وزاد الأمر حدة مما جعله يتوجه للطابق الثالث حيث تقع شقة المتهم وزوجته، حيث سمع الضحية تصرخ بشدة "راه يقتلني هاو يقتل فيا" عندها توجه مباشرة لباب الشقة وكانت الزوجة الضحية تردد نفس العبارات بعدما انخفض صوتها حين طرق الباب لمرتين، إلا أنه لم يتمكن من فتحه ليدفع الباب بقوة وهناك وجد جاره المتهم بغرفة نومه وهو يرتدي سترته موجها له عبارة "ما دخلش روحك" مما جعله يغادر نحو غرفة الحمام بعدما سمع صوت الزوجة التي أكد الجار أنها تتمتع بسمعة حسنة ولم يسبق أن بدر منها أي تصرف غير لائق وإلا كان قد تبين للجيران. وخلال مثول المتهم للمحاكمة تمسك بسابق اعترافاته، فيما طالبت زوجته على لسان زوجها بإلزامه بدفع تعويض قدرهُ 3 ملايين دج، فيما أقرت لها المحكمة ب 1 مليون دج.