لو اعترف نظام بن علي ب"النهضة" لما قامت الثورة وصف رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي قوات "فجر ليبيا" -التي تسيطر على غرب ليبيا- بخطّ الدفاع الأول الذي يفصل تنظيم "داعش" عن تونس، كما جدّد دعمه الحكومة الائتلافية التي يقودها الحبيب الصيد. وقال الغنوشي في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية إن تونس تسعى إلى توحيد الأطراف الليبية من أجل محاربة الإرهاب، في إشارة إلى تقدم تنظيم "داعش" في مناطق شرق ليبيا وقرب مدينة سرت خاصة. وفي شأن آخر، دعا الغنوشي في مؤتمر إحياء الذكرى ال34 لتأسيس الحركة في العاصمة تونس إلى الاستماع إلى مشاغل المواطنين وخاصة الشباب، تعليقا على تحركات احتجاجية عنيفة تشهدها مناطق جنوب غرب البلاد مؤخرا. وقال الغنوشي "نحن نعول بعد الله على وعي شعبنا بألا يستجيب لدعوات الفوضى التي لا تخدم إلا الإرهابيين، الشغل لا يكون عبر قطع الطرقات وحرق مراكز الشرطة ومنع المرور"، مضيفا "علينا أن نتحمل جميعاً مسؤولية وقف التدهور لأنه توجد قوى تريد تفكيك الدولة". وبيّن الغنوشي أن الجديد في حركة النهضة هو إستراتيجية التوافق، قائلا "نحن الآن في إستراتيجية بناء الدولة الديمقراطية الذي يحتاج إلى التوافق"، مؤكداً دعم حزبه حكومة رئيس الوزراء الحبيب الصيد دون تحفظ. كما قال الغنوشي "لو كان النظام السابق اعترف بحزب النهضة، لما كانت البلاد بحاجة إلى ثورة"، مضيفا أن "النهضة لم يُعترَف بها إلا بثورة ومعنى ذلك أنَّ النهضة ليست شيئًا بسيطًا في المجتمع التونسي". وتابع قائلا "النهضة مشروعٌ يتكامل ويتطوَّر وُلد سنة 1981، ويتواصل رغم كل المحن، لأنَّه يعبِّر عن حالة المجتمع التونسي الذي حافظ بدوره عن النهضة، وهي بدورها عملت على المحافظة على المجتمع وهويته". وقال "المجتمع التونسي محتاجٌ للهوية فجاءت النهضة، والمجتمع محتاج للحرية والديمقراطية فجاءت النهضة، المجتمع التونسي مازال محتاجًا للعدالة الاجتماعية والتنمية". وتطرَّق الغنوشي إلى التحرُّكات الاحتجاجية التي تشهدها تونس، وقال "نحن نعوّل بعد الله على وعي شعبنا أن لا يستجيب لدعوات الفوضى التي لا تخدم إلا الإرهابيين".