أردوغان: لا حزب يستطيع تولي الحكم منفردا في تركيا لأول مرة منذ 12 عاما تجد تركيا نفسها أمام اختبار جديد بعد نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد، فقد تمكن حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الحاكم من الفوز، ولكنه لم ينجح في تحقيق الغالبية المطلقة كما في السنوات السابقة، ما يعني أنه سيضطر لتشكيل ائتلاف لا يمكن معرفة طبيعته حاليا، نظرا لحالة التجاذب السياسي القائمة بالبلاد. وبموجب النتائج شبه النهائية، فقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التركية قرابة 87 في المائة، ونال حزب العدالة والتنمية ما يقرب من 41 في المائة من الأصوات، بما يضمن له 258 مقعدا من أصل 550، في حين حاز حزب الشعب الجمهوري المعارض على 25 في المائة من الأصوات، بواقع 132 مقعدا. ونال حزب الحركة القومية المعارض أيضا قرابة 16 في المائة من الأصوات، ليحصل على 80 مقعدا، بينما تمكن حزب الشعوب الديمقراطي، المكون بغالبية من الأكراد، من تجاوز عتبة الحد الأدنى والحصول على 13 في المائة من الأصوات أهلته لنيل 80 مقعدا، ويُعتقد أن نتيجة هذا الحزب كانت السبب الرئيسي في تراجع عدد مقاعد حزب العدالة والتنمية بسبب طبيعية النظام الانتخابي بالبلاد. وعلى صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن النتائج غير الحاسمة للانتخابات البرلمانية التركية تعني أن لا حزب يستطيع تولي الحكم منفردا. وتعقد قيادة حزب العدالة والتنمية التركي اجتماعا لبلورة خطة عمل بعد الهزيمة التي مني بها الحزب بفقدانه الأغلبية لأول مرة منذ 13 عاما في الانتخابات التركية التي جرت الأحد. وقد حصل الحزب على نسبة 41 في المئة من أصوات الناخبين، في هبوط حاد مقارنة بالنتائج التي حققها في انتخابات 2011. ويواجه الحزب التركي الحاكم تحديا حقيقا في تشكيل حكومة ائتلافية، مع رفض الأحزاب المنافسة الأخرى الدخول تحالف مع حزب الرئيس أردوغان لتشكيل الحكومة الجديدة. ودعا الرئيس التركي أردوغان كل الأحزاب السياسية التركية إلى أن تقوم بتقييم "واقعي وصحي" لنتائج الانتخابات وإلى العمل على حفظ مناخ الثقة والاستقرار في البلاد. وكان سعر صرف الليرة التركية تراجع منذ مساء الأحد بعيد إعلان النتائج الأولية للانتخابات، حيث أقفل سعر الليرة مقابل الدولار على 2.65، في حين بلغ السعر صباح اليوم 2.8. وافتُتحت تداولات في البورصة التركية على انخفاض حاد بلغت نسبته 8 في المائة وسط تقارير عن اعتزام البنك المركزي التركي التدخل للحيلولة دون حدوث المزيد من التراجع في سعر صرف الليرة. وفي سياق منفصل، أعلنت أنقرة أمس سريان اتفاقية التعاون العسكري التركي - القطري، من جانبها بعد نشرها في الجريدة الرسمية، تقارير إعلامية تركية وفقا لاتفاقية "التعاون بين حكومة الجمهورية التركية وحكومة دولة قطر في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية وتمركز القوات المسلحة التركية على الأراضي القطرية" سيتم تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعية والمناورات العسكرية المشتركة وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين. وتنص الاتفاقية على أن البلد المضيف يسمح للبلد الآخر باستخدام موانئه البحرية ومطاراته ومجاله الجوى ، وبتمركز قواته العسكرية على أراضيه ، وباستفادته من المنشآت والمخيمات والوحدات والمؤسسات والمنشآت العسكرية.