سقوط نظام صدام حسين عجل بإعادة ترتيب السلطة في منطقة الشرق الأوسط أظهر "مؤشر السلام العالمي" أن الصراع والحرب الأهلية في العراق سورية كبد البلدان خسائر قدرتها النشرة بنحو 209.06 مليار دولار. وأوضح المؤشر الذي يصدر في تقرير سنوي عن معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي أن ظهور تنظيم "داعش" وسيطرته على مناطق واسعة من العراق وسورية وليبيا جعل من منطقة الشرق الأوسط المنطقة الأكثر عنفا حول العالم. وأوضح التقرير إن حصة العراق وحدها من هذه التكلفة وصلت إلى نحو 152.32 مليار دولار، فيما تكلفت سوريا 56,74 مليار دولار بما يعادل 42% من ناتجها المحلي وأشار إلى أن الكلفة العالمية لاحتواء العنف والصراعات وصلت إلى 14.3 تريليون دولار أي ما يساوي 13.4% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهو ما يعادل اقتصادات البرازيل وفرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا مجتمعة. ويُذكر أن المؤشر يصنف وضع الأمن والسلام في 162 دولة حول العالم، وفق 23 مؤشرا، واعتمد في تقديره على وضع الحكم وشرعيته في سورية والعراق واليمن، وأكد أن وضع النظام الحاكم في تلك الدول تسبب في زيادة حدة الصراع وخلق فراغا أمنيا استغلته التنظيمات المتطرفة. وجاءت سورية في المرتبة رقم 162 والأخيرة ضمن القائمة، وتكلفت الحرب الأهلية بها 56,736 مليار دولار أي 42% من اجمالي الناتج المحلي. ونتج عن الحرب السورية 72 الف قتيل خلال العام الماضي، ما يعادل أعداد القتلى في ليبيا والعراق واليمن ولبنان مجتمعة. ونتج عن الصراع أكثر من 6 ملايين نازح داخلي أو لاجئ في الدول المجاورة. ولفت التقرير إلى أن عام 2014 كان العام الأسوأ بالنسبة للحرب السورية، ووصفه ب"أكثر الصراعات دموية في العالم"، إذ تشهد الدولة "صراعا متعدد الأطراف بين الحكومة السورية وبين جماعات المعارضة، وبين الحكومة وتنظيم "داعش"، وبين تنظيم داعش وبين تشكيلات مسلحة أخرى تسعى للسيطرة على أراضي الدولة". وأضاف أن سوريا كانت مصدر اثنين من أهم التحديات التي واجهت السلام العالمي وهما تدفق المقاتلين الأجانب للقتال مع داعش الذين جاءوا من 50 دولة على الأقل، واندلاع صراعات على السلطة بين قوى اقليمية ودولية. من ناحية أخرى، جاءت العراق في المرتبة رقم 161، وبلغت تكلفة الصراع 31% من إجمالي الناتج المحلي أي ما يعادل 152,322 مليار دولار. وتضاعفت أعداد ضحايا الحرب وبلغت 18.489 قتيل العام الماضي، مقارنة ب 8 آلاف قتيل فقط عام 2013. وكان لظهور تنظيم «داعش» أثر كبير في تراجع ترتيب العراق بالقائمة، وتراجع مؤشرات السلام بها. ويرى المؤشر أن "سقوط نظام صدام حسين عجل بإعادة ترتيب السلطة في منطقة الشرق الأوسط، إذ عادت شخصيات سياسية عراقية من منفاها في إيران، وزاد التقارب بين الدولتين"، وتابع أن "معدلات العنف زادت بشكل كبير بسبب تركز الحكم في يد حكومة نوري المالكي الشيعية والتي عملت على تهميش السنة". وجاءت اليمن في المركز 147، ووصلت تكلفة الصراع بها إلى 9,951 مليار دولار أي 9% من إجمالي الناتج المحلي. وتسبب الصراع في مقتل 3800 شخص وهو المعدل الأعلى منذ عام 2009.