الليلة القادمة ستكون مغربية باستضافة أسماء شعرية مختلفة لم يتخلف أيٌّ من المبرمجين في ليلتي قسنطينة في إطار "ليالي الشعر العربي"، والتقى الجميع على منصة البوح الجميل في المسرح الجهوي للمدينة، مقدمين نصوصا تختلف في حساسياتها الإبداعية، لكنها تلتقي كلها في الجمال والسؤال الشعري الحافر في هواجس المكان والإنسان. والليلة الأولى التي ضبط إيقاعاتها كل من عبد السلام يخلف، نجاح حدة، مصعب تقي الدين بن عمار، نذير طيار، الأمين حجاج، محمد شايطة، صليحة نعيجة، كرمت الشاعرين عبد الله حمادي ومحمد زتيلي، وحلقت بالجمهور الذي تورط في الإنصات إلى نهايتها، في سماء قال الحاضرون إنهم افتقدوها منذ سنوات. أما الليلة الثانية، فقد حلق فيها كل من نور الدين درويش، يوسف وغليسي، عبد الوهاب زيد، شوقي ريغي، منيرة سعدة خلخال، ناصر لوحيشي، آدم خنيفر، أسماء مطر، رشيد فيلالي، ياسين بوذراع، وتم فيها إحياء ذكرى الشاعرين الراحلين عبد الله بوخالفة وفاروق اسميرة، من خلال قراءات وشهادات عادت بالحاضرين إلى السياقات الإنسانية والإبداعية التي شكلت وعيهما الإبداعي، قبل أن يتخذا من جسور المدينة عتبة للرحيل. وبادر القائمون على التظاهرة ببرمجة وقفة وفاء في جسر سيدي مسيد الذي شهد انتحار فاروق اسميرة، وأخرى في محطة القطار التي شهدت انتحار عبد الله بوخالفة، وأمام كثرة الراغبين في الإدلاء بشهادات في الراحلين، فقد تمت برمجة لقاء خاص بذلك في وقت لاحق. من ناحية أخرى، تسلم الشاعر والمصور والباحث الجامعي عبد السلام يخلف مهمة تنشيط ليالي الشعر العربي، بعد اعتذار المنشط ربيع خروف عن مواصلة المهمة لأسباب شخصية، وهي الفرصة التي استغلها الشاعر بوزيد حرز الله، المشرف الفعالية لأن يدعو النخبة الشعرية في المدينة إلى اقتراح من تراه مناسبا لمواصلة مهمة الإشراف، على أن يصبح هو مستشارا له، غير أن الأصوات تعالت مطالبة إياه بمواصلة المهمة. ويذكر أن الليلة القادمة نهاية الشهر الداخل، ستكون مغربية بامتياز، من خلال استضافة أسماء شعرية تنتمي إلى حساسيات وأجيال مختلفة.