توقع مسؤول أممي أن تصدر الأممالمتحدة قريبا قرارا بشأن الاتفاق النووي مع إيران والذي تم التوصل إليه أمس، بينما رحب قادة العالم بالاتفاق حيث تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "اتجاه جديد"، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "تنفس الصعداء" في العالم. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيصدر القرار في وقت قريب للغاية، دون أن يقدم تفاصيل عن القرار أو موعد تقديمه. ومن جانبها، أعلنت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سامنتا باور أن بلادها ستقدم خلال الأيام المقبلة مشروع القرار باسم مجموعة دول "5+1" وباسم الاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن القرار الأممي سيقر الاتفاق النووي وسينص على إجراءات مهمة من بينها استبدال الآلية الحالية للعقوبات التي يفرضها مجلس الأمن بقيود جديدة ملزمة تقررت في فيينا. وكان مسؤول أمريكي -لم يشأ كشف هويته- أوضح في وقت سابق أن تقديم مشروع مماثل سيتم "على الأرجح اعتبارا من الأسبوع المقبل". وتخضع إيران حاليا لسلسلة عقوبات من قبل الأممالمتحدة جاءت في سبعة قرارات تبناها مجلس الأمن منذ العام 2006، ردا على النشاطات العسكرية الإيرانية. وفي الأثناء، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما سيعقد مؤتمرا صحفيا يخصصه للاتفاق النووي مع إيران. كما قال البيت الأبيض في بيان إن أوباما أجرى اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني، حيث شكرهم للعبهم دوراً مهماً في التوصل إلى الاتفاق النووي بعد عشرين شهراً من المفاوضات المكثفة بين دول "5+1" وطهران. من ناحية أخرى، جاءت ردود الفعل الصادرة من الدول العربية، خصوصا الخليجية منها، على الاتفاق التاريخي الذي أبرمته القوى العالمية الست مع إيران بشأن ملفها النووي سريعاً، وفي الوقت الذي اتسم بعضها بالحذر رحب البعض الآخر بالصفقة التي كللت جهود المفاوضين طوال 12 عاماً من المباحثات المضنية. ففي السعودية، صرح مصدر مسؤول بأن على إيران في ظل هذه الاتفاقية "أن تستغل مواردها في خدمة تنميتها الداخلية وتحسين أوضاع الشعب الإيراني عوضاً عن استخدامها في إثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة، الأمر الذي سيواجه بردود فعل حازمة من دول المنطقة". وفي أبو ظبي، بعث رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى نظيره الإيراني حسن روحاني هنأه فيها بالاتفاق النووي، وعبر عن أمله في أن يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها. ورحبت الخارجية القطرية بالاتفاق ووصفته في بيان بالخطوة الهامة، مؤكدة حرص دولة قطر على حماية السلام والاستقرار، كما أعربت عن أملها أن يسهم هذا الاتفاق في تعزيزهما في المنطقة. من جانبه، بعث أمير الكويت برقيات تهنئة إلى الرئيس روحاني والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وزعماء القوى العالمية الست "الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، وألمانيا" هنأهم فيها "بالاتفاق التاريخي" معرباً عن أمله في أن يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها وتوجيه كافة الطاقات والإمكانيات والجهود لتنمية دول المنطقة ونهضتها. وفي بيروت، أعرب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام عن أمله في أن يساهم الاتفاق في خفض التوترات وإشاعة السلام في منطقة الشرق الأوسط. وفي القاهرة، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن أمله في أن يعفي الاتفاق المنطقة من مخاطر انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى.