يبدو أن حرب النووي الإيراني وضعت مع أمريكا أوزارها بتوصل القوى الكبرى وطهران لاتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران، كما جاء وفق إعلان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وبين مؤيد ورافض لفحوى الاتفاق الذي خرج به اجتماع جنيف يبقى الحل المقترح للملف النووي الإيراني الخيار الأفضل بالنسبة لطهران التي وصفت النتيجة بالإيجابية. نجحت القوى الكبرى وإيران ليلة السبت إلى الأحد إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي أقره كل من مايكل مان المتحدث باسم كاثرين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فيما وصف كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي عباس عراقجي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين طهران والقوى الست الكبرى اعترافا ببرنامج التخصيب النووي الذي تتمسك به بلاده منذ سنوات وكانت ترفضه بشدة أمريكا وإسرائيل، وعلى الرغم من أن عراقجي لم يفصل فيما إذا كان الاتفاق أدرج ضمن بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد خمسة أيام من المفاوضات، إلا أن ردود الأفعال ما فتأت تتوالى تباعا بين شاجب للخطوة ورافض أو متخوف منها، حيث أبدت طهران تفاؤلها بالاتفاق وأكد أمس الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مؤتمر صحفي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف بين بلاده والسداسية يتوافق مع مصالح بلدان الإقليم والعالم أجمع، مشيرا إلى أن التعامل مع العالم اليوم يجب أن يبنى على الثقة المتبادلة، ولفت روحاني إلى أن الاتفاق يفضي إلى رفع جميع العقوبات الدولية والأحادية التي فرضت من طرف الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأن كل العقوبات سيتم رفعها خطوة بخطوة مع استمرار المفاوضات، مضيفا أن معاهدة حظر الانتشار النووي تكفل حق إيران في مجال التخصيب، وشدّد روحاني على أن اتفاق جنيف يعد الخطوة الأولى لا غير إذ لا يزال الطريق طويل لاتخاذ خطوات أكثر شمولية في المستقبل. إسرائيل تصف الاتفاق بالخطأ التاريخي وانتصارا للدبلوماسية الإيرانية في خضم كل هذا التفاؤل الإيراني تبقى إسرائيل المستنكر الأكبر لاتفاق جنيف إذ أدانت حكومة نتنياهو، الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي، موضحة أنها غير ولا ملتزمة بما أنجزته الدول الست وإيران وأن من حقها الدفاع عن نفسها، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى بالخطأ التاريخي، مؤكدا أن العالم اليوم أصبح أكثر خطورة باتخاذ الدول الست خطوة كبيرة صوب الحصول على أخطر سلاح في العالم، فيما أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان عن أسفه لإبرام اتفاق حول الملف النووي الإيرانيبجنيف، معتبرا الأمر يشكل أكبر انتصار دبلوماسي لإيران، وقال ليبرمان للإذاعة العامة أن الاتفاقية منحت إيران اعترافاً بما يسمى حقها الشرعي في تخصيب اليورانيوم، كما أبدت تل أبيب مخاوف من الاتفاق النووي الإيراني وهي التي ترفض مبدأ التوصل إلى اتفاق مع طهران، وترى في تعزيز العقوبات عليها أسلوب التعامل الأمثل مع البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الإتفاق يضمن أمن إسرائيل ودول المنطقة قاطبة. دمشق ترحب باتفاقية النووي الإيراني وتعتبرها انجازا تاريخيا إلى جانب كل من بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا والولايات المتحدة التي شاركت في اتفاق جنيف رحبت سوريا أمس باتفاق جنيف بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد واعتبرته تاريخيا على اعتبار أنه يضمن مصالح الشعب الإيراني ويعترف بحقه في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية ”سانا” أن دمشق ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف صباح أمس بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الست، كما ترى سوريا في الاتفاق دليل على جدوى الحلول السياسية لأزمات المنطقة لضمان الأمن والاستقرار بعيدا عن التدخل الخارجي والتهديد باستخدام القوة، وأضاف المصدر أن الاتفاق يمهّد الطريق للجهود الدولية من أجل إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل لاسيما بعد انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيماوية. واشنطن: ”العقوبات على النفط والاستثمارات في مجال الطاقة الإيرانية مستمرة” رغم الخطوة التي وصفت بالإيجابية وتحسبا لصالح الدول الست إلا أن أمريكا لا ترى في الاتفاق توجها نحو تخفيض العقوبات على إيران، وتقول واشنطن إن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران والقوى العالمية أمس لن يسمح بوصول المزيد من النفط الإيراني إلى السوق أو يتيح وصول مستثمرين غربيين في مجال الطاقة إلى البلاد إلا أنه يجمد الخطط الأمريكية بخفض أكبر لصادرات النفط الإيرانية، وتبقى العقوبات الأمريكية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على قطاع الطاقة الإيراني والتي منعت شركات الطاقة الغربية من التعامل مع طهران وخفضت صادراتها النفطية من 2.5 مليون برميل يوميا إلى نحو مليون برميل يوميا، ونقلت وسائل الإعلام أن وثيقة نشرها البيت الأبيض على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية على الأنترنت يوم أمس أنه خلال الشهور الستة المقبلة لا يمكن أن تزيد مبيعات النفط الإيرانية. وفي سياق متصل كشفت مصادر دبلوماسية غربية أمس تقديم 4.2 بليون دولار من الصرف الأجنبي لإيران في إطار اتفاق تحد بموجبه من برنامجها النووي مقابل حصولها على تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها في ما يتعلق بالذهب والبتروكيماويات وكذا السيارات.