استقرار في أسعار عملات الصرف بالأسواق الموازية شهدت قيمة العملة الوطنية نهاية الأسبوع الماضي، سقطة تاريخية تعد الأكبر من نوعها منذ بداية مسلسل انهيار الدينار، حيث شهد الدينار عبر القنوات الرسمية هبوطا تاريخيا مقابل العملة الأوروبية الموحدة ليصل إلى سعر 118.04 دينار، وهي المستويات المرشحة للارتفاع أكثر خلال الأيام المقبلة مع تواصل هبوط أسعار النفط، مواصلا كذلك سقطته التاريخية أمام الدولار الأمريكي ليصل إلى ما يعادل 104.95 دينارا في الأسواق الرسمية وعبر البنوك. ويشير الاقتصاديون إلى أن العملة الوطنية مرشحة للانخفاض أكثر خلال الأيام المقبلة بسبب الانهيار الكبير الذي تعرفه أسواق النفط العالمية، أين تشير التوقعات إلى اقترابها من أكبر انخفاض لها على الإطلاق منذ سنوات، حيث هوى سعر صحاري بلند الجزائري بما يقارب 5.20 بالمائة في غضون أسبوع واحد فقط مع ترشيحه للانخفاض أكثر خلال الأيام المقبلة مما يعني انخفاض مداخيل البلاد بشكل أكبر، خاصة أنه من المتوقع ألا تتجاوز 30 مليار دولار سنة 2015 التي عرفت كذلك أكبر انخفاض في احتياطي العملة الصعبة في الجزائر التي فقدت ما يعادل 50 مليار دولار في أقل من 6 أشهر فقط، إضافة إلى انتعاش قيمة العملة الأوروبية التي ارتفعت بحدود 1.52 بالمائة أمام الدولار الأمريكي في غضون 5 أيام فقط. بالمقابل، سجلت أسعار الصرف في السوق الموازية استقرارا كبيرا خلال الأيام الأخيرة،حيث بقي سعر الصرف يتراوح بين 160 إلى 161 دينار بالنسبة للعملة الأوروبية الموحدة وهي الأسعار التي حافظ عليها الأورو خلال الشهرين الماضيين على الرغم من انهيار أسعار الدينار، حيث يرى المراقبون أن الحكومة قد خفضت الضغط كثيرا على الأسواق الموازية للصرف في مقابل تركيزها على تخفيض قيمة العملة الوطنية في القنوات الرسمية كخطوة منها لتقليص الضغط على الخزينة العمومية بالنظر إلى تعمد الحكومة تخفيض قيمته في إطار رفع قيمة مداخيل الجباية البترولية، حيث يؤكد الخبراء أن تأثير الدينار الضعيف على ارتفاع الأسعار غير المدعمة من قبيل السيارات، قطع الغيار، الدواء، العلاج بالخارج والملابس، وارتفاع فاتورة الدعم الحكومي لمشتقات النفط والحبوب، الزيوت، السكر والحليب، وهو ما يضيف عبئا جديدا على ميزانية الدولة، متوقعا بالمقابل نقاطا مهمة في التضخم بدءا من الثلاثي الأول 2016".