كشف أحدث تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع، عن تدني المؤشر الدولي لأسعار الغذاء بشكل لم يعرفه منذ 2008، حيث سجل الإنتاج العالمي للحبوب ارتفاعا غير مسبوق سنة 2015. وسجلت "الأسعار الدولية للسلع الغذائية حسب التقرير الأممي تراجعها في شهر أوت وسط وفرة الإمدادات المحصولية، وانخفاض أسعار الطاقة، وتصاعد المخاوف بصدد تباطؤ الاقتصاد الصيني، كعوامل ساهمت مجتمعةً في أقصى تراجع يشهده مؤشر أسعار الغذاء لدى منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو" خلال ما يقرب من سبع سنوات"، يضيف التقرير أن أسعار الحبوب انخفضت بنحو 15 بالمائة عن السنة الماضية بسبب وفرة المنتوج لهذا العام، وارتفاع الإنتاج لتوقعات عام 2016، بينما انخفضت أسعار الزيوت النباتية بنحو 8.6 بالمائة عن أسعار شهر جويلية الماضي، وبشأن الحليب ومشتقاته يشير التقرير إلى أنه "نظراً إلى الانخفاض الكبير في أسعار مساحيق الحليب، والجبن، والزبدة في مؤشر أسعار الألبان خلال شهر أوت بما تبلغ نسبته 9.1 في المائة... تراجع المؤشر الفرعي للألبان إلى 135.5 نقطة، بينما عُزي معظم الضَعف إلى تناقص الطلب على الواردات من جانب الصين، وبلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا"، وعن أسعار السكر في السوق الدولية يؤكد التقرير الأممي أن التراجع الحاد في مؤشر أسعار السكر- وذلك بانخفاض 10.0 في المائة خلال الفترة من جوان إلى جويلية، وإلى متوسط مقداره 163.2 نقطة في شهر أوت، جاء إثر الانخفاض المستمر على الأكثر في قيمة الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي، وعلى ضوء التوقعات شبه المضمونة بأن تصبح الهند- وهي ثاني أكبر منتج للسكر في العالم- مُصدِّراً صافياً خلال موسم الفترة 2015 /2016" حسب نص التقرير دائما، ويمثل مؤشر منظمة "فاو" لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، من خلال قياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، ويشمل مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر. ومن المفارقات أن تقرير منظمة الأغذية والزراعة يتزامن مع بدء الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية في السوق الداخلية ببلادنا وارتفاع فاتورة الغذاء، مما يتطلب توضيحات من الخبراء في هذا المجال للرأي العام.