كشف تقرير منظمة الدول المصدرة للبترول "الأوبك" توقعاتها بشأن إنتاج الدول النفطية من خارج المنظمة خلال عام 2016 في ظل تأثر قطاع النفط الصخري في الولاياتالمتحدة بالتراجع الحاد في أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث ذكرت في تقريرها الشهري إشارات بانخفاض إنتاج الدول التي لا تنتمي لها بواقع 110 ألف برميل يوميا، إضافة الى وجود مؤشرات على أن الإنتاج الأمريكي بدأ يستجيب ويتأثر بتراجع أنشطة الحفر والاستثمارات في القطاع النفطي. كما تكهنت في الوقت ذاته بنمو الطلب على نفطها الخام العام المقبل وتمسكت بوجهة نظرها القائلة إن إستراتيجية السماح بهبوط الأسعار ستحد من الإمدادات من الولاياتالمتحدة والمنافسين الآخرين. وقالت أوبك في تقريرها الشهري إنها تتوقع أن يبلغ متوسط الطلب على نفطها العام المقبل 30.31 مليون برميل يوميا بارتفاع 190 ألف برميل يوميا عن تقديرها في الشهر الماضي وخفضت أوبك تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2016 بواقع 50 ألف برميل يوميا إلى 1.29 مليون برميل يوميا في ظل انحسار توقعات الطلب في أمريكا اللاتينية والصين. ويشير تقرير الأوبك السنوي المرتقب إلى أن الطلب على سلة الأوبك التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الإنتاج من خام صحاري بلند الجزائري والإيراني الثقيل والبصارة العراقي وخام التصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني النيجيري والخام البحري القطري والعربي الخفيف السعودي وجيراسول الأنغولي وأورينت الإكوادوري، وتشير آخر الأرقام أن الطلب عليها سيزيد بنسبة 1.2 مليون برميل يوميا كل سنة الى غاية 2040. بالمقابل صرح وزير الطاقة السابق ورئيس شركة الاستشارية Nalcosa في سويسرا "نور الدين آيت لاوسين" بأن روسيا ومنظمة "أوبك" انخرطتا في محادثات خلال مناسبات مختلفة للتعاون بشأن خفض الإنتاج بوساطة جزائرية، ولكن النتائج كانت دائما مخيبة للآمال على حد تعبيره. وأضاف "آيت لاوسين" أن روسيا افترضت خفض الإنتاج من جانب منظمة "أوبك" حينما تتجه الأسعار نحو التراجع، وهو ما كان يحدث دوماً، وهناك تنافس بين العديد من الدول المنتجة للطاقة للاستحواذ على الحصة الأكبر في السوق العالمية، حيث أشارت وكالة "بلومبرج" في هذا الاطار إلى أن هناك أسبابا اقتصادية وتقنية تؤدي إلى عدم تحالف روسيا مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ومساعدتها على خفض الإنتاج تمهيداً لارتفاع الأسعار والوصول إلى سعر 80 دولارا لبرميل النفط، الذي تراه دول الأوبيك مقبولا في السوق العالمية، كونه يناسب الدول المنتجة والمستهلكة، ويستدعي تخفيض الإنتاج إلى نحو 3 ملايين برميل يوميا.