شرعت السلطات المصرية فجر اليوم الجمعة بإغراق الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بكميات كبيرة من المياه. وقامت الاليات المصرية بضخ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط داخل أنابيب عملاقة تضم مئات الثقوب تم تمديدها في وقت سابق داخل خندق يمتد على طول الحدود بين الأراضي المصرية وقطاع غزة. وقال الجيش الثاني المصري في وقتٍ سابقٍ، إنه انتهى من تركيب أنبوب مائي عملاق قطرة 20 بوصة، على طول الحدود مع قطاع غزة، لغمر التربة بمياه البحر بهدف تدمير الأنفاق. وأوضحت مصادر أمنية مصرية أن سلاح المهندسين عكف خلال الشهور القليلة الماضية للوصول إلى "أنسب الحلول" لمكافحة الانفاق، بعد إقامة منطقة عازلة بطول 14 كم على طول حدود مصر مع قطاع غزة. وربطت مصر الأنبوب الجديد المتصل بمياه البحر الأبيض المتوسط من خلال مضخات مياه تضخ كميات كبيرة من المياه في الأنبوب المثقوب بعشرات الثقوب من جهة واحدة، حيث يتم تركيب الأنبوب تحت الأرض، وواجهة الثقوب ناحية الأعماق بهدف غمر التربة بالمياه لتصل فتحات الأنبوب مما يؤدي إلى انهيار التربة والأنفاق. وفيما تدفقت المياه داخل عشرات الأنفاق التي كانت تستخدم لتهريب المواد الغذائية والأدوية ومواد البناء من الجانب المصري إلى القطاع، ما دفع أصحاب بعض هذه الأنفاق لاستخدام مضخات لسحب المياه إلى خارج أنفاقهم، في محاولة لمنع انهيارها. ويستبعد أن يتمكن أصحاب الأنفاق من السيطرة على المياه التي يضخها الجيش المصري وذلك لكمياتها الضخمة وضعف آداء المضخات التي يستخدمونها، ما يعني انهيار تلك الأنفاق خلال ساعات قليلة على أبعد تقدير. يشار إلى أن سلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة ، حذررت من أن حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع، يشكل "تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين على حدٍ سواء، لاشتراكهم في الخزان الجوفي ذاته". كما قالت أن المشروع المصري سيدمر آلاف الدونمات الزراعية الحدودية، بعد ازدياد نسبة الملوحة بأضعاف مما كانت عليه. ويشهد قطاع غزة حصاراً إسرائيلياً منذ ثمان سنوات، ما دفع بعض المواطنين إلى حفر أنفاق تصل بين مصر وقطاع لتهريب الأغذية ومواد البناء.