تشن الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية حملة تحسيسية غير مسبوقة للرفع من نسبة المشاركة، أو بعبارة صحيحة حملة ضد مقاطة انتخابات التاسع أفريل الداخل. هاجس المقاطعة الذي يؤرق مضجع السلطة والإدارة في الجزائر مرده الى التخوف الكبير من عزوف المواطنين يوم الاقتراع، وهذا لعدة معطيات أهمها النسبة الجد متدنية لآخر انتخابات محلية وتشريعية قبل سنتين بحيث لم تتجاوز 50 بالمائة لتكون أقل نسبة مشاركة تعرفها انتخابات تعددية في الجزائر. وفي هذا الإطار تقوم الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الداخلية والجماعات المحلية بحملة كبيرة لتحسيس المواطنين بأهمية الحدث السياسي وواجب الانتخاب. ولأجل ذلك أقدمت مصالح وزير الدولة وزير الداخلية نورالدين يزيد زرهوني على تنظيم قوافل تجوب ولايات الوطن لحث الناخب الجزائري وبخاصة فئة الشباب على التوجه إلى صناديق الانتخاب يوم الخميس القادم. كما عملت وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الاتصال على بث مقاطع مصورة تدعو في مجملها للمشاركة في الاستحقاق الرئاسي، في شكل حملة دعائية إعلامية مركزة استعملت فيها حتى وسائل الاتصال الحديثة كما كان الحال مع الهاتف النقال، حيث تم إرسال رسائل قصيرة لمشتركي المتعاملين الثلاثة للجوال تدعو إلى أداء واجب التصويت. في نفس السياق، يقوم المترشحون الستة وكذا الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة هي الأخرى بحملة مركزة للدفع بأكبر عدد من الناخبين للمشاركة يوم التاسع أفريل المقبل. ويجمع الملاحظون لسير الأسبوعين الماضيين من عمر الحملة الانتخابية، أن جل المترشحين كانت لهم نقطة مشتركة هي هاجس المقاطعة وعدم المشاركة بقوة يوم الانتخاب.. فالرئيس المرشح بوتفليقة كان أول من طالب من المواطنين التوجه بقوة لانتخاب رئيسهم مهما كلن اسمه، مضيفا في بعض تجمعاته الانتخابية أنه ينبغي على الشعب الجزائري المشاركة بقوة، لأن الأمر يتعلق بانتخابات رئاسية وهذا- يقول الرئيس المترشح- لإيصال رسالة قوية للخارج.. بوتفليقة الذي يجد نفسه في راحة من أمره مدعما بإنجازات عهدتين كاملتين، تبقى نسبة المشاركة وعدد الأصوات التي يتحصل عليها هو المهم بالنسبة له. في نفس الموضوع ذاته، يشدد الأمين العام للأرندي أحمد أويحيى في خرجاته الميدانية في إطار الحملة الانتخابية للمرشح المستقل بوتفليقة على الذهاب بقوة لصناديق الانتخاب، محذرا بشكل دوري من الاتكال خلال يوم الموعود. أويحيى قال في أحد تجمعاته الشعبية إن العدو الأول والأخير ليس المقاطعة في حد ذاتها وإنما الاتكال بين المواطنين الذي تنتج عنه نسبة امتناع كبيرة يستثمرها دعاة المقاطعة لصالحهم، يؤكد الوزير الأول. المترشحون الآخرون عبروا بدورهم عن تخوفهم من شبح المقاطعة التي تصب في صالح مرشح الأغلبية بوتفليقة، حسبهم. وفي هذا الإطار دعا كل من محمد السعيد وموسى تواتي للتوجه بقوة للانتخاب بدل ترك الفرصة للإدارة لتصوت بدلهم، يؤكد المترشحان لرابع انتخابات رئاسية تعددية في الجزائر. ورغم الحملات التحسيسية الكبرى سواء من طرف الحكومة أو المترشحين وممثليهم في الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية، تبقى نسبة المشاركة يوم الخميس المقبل المنافس العنيد للمترشحين الستة ولا أحد يمكنه التكهن بنسبة المقاطعة في غياب معاهد وهيئات رسمية لسبر آراء الشارع الجزائري.