نجحت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، في استمالة نقابات التربية إلى صفها وإنهاء الصراع الذي ظل يتكرر كل موسم دراسي، على مدار سنوات بعد الحصول على توقيعات تسع نقابات من أصل العشرة المعتمدة في القطاع على ميثاق شرف عجز الوزراء السابقين الذين سيروا القطاع من قبل على مدار قرابة ربع قرن من تحصيله وهو ما من شأنه ضمان مبدئيا سنة دراسية مستقرة ودون إضرابات. وقعت المسؤولة الأولى على القطاع نورية بن غبريت أمس، على ميثاق شرف أولي مع تسع نقابات للقطاع، على أن يتم التوقيع على الميثاق النهائي بتاريخ 15 نوفمبر المقبل عقب إثرائه من طرف النقابات في مجالسها الوطنية المزمع تنظيمها هذه الأيام. وكشفت الوزيرة بن غبريت عن أن التوقيع المبدئي ل 9 نقابات من أصل 10 باستثناء نقابة الكلا على ميثاق أخلاقيات قطاع التربية، مكن ولأول مرة وزارة التربية من ضم إليها شركاء اجتماعيين حقيقيين رغم أن التوقيع الحقيقي للميثاق الذي من شأنه توفير الاستقرار للقطاع سيوقع نهائيا في منتصف نوفمبر المقبل، وأكدت بن غبريت أن الميثاق يعنى بالوصول إلى القدرة على العمل سويا بالرغم من اختلاف الأفكار وهو شيء إيجابي من شأنه حل مشاكل القطاع. التوقيع على ميثاق الشرف النهائي في 15 نوفمبر المقبل وأوضحت الوزيرة أمس، خلال إشرافها على مراسيم توقيع الميثاق الأخلاقي التربوي بمقر الوزارة مع جميع نقابات القطاع أن الهدف الأساسي والمشترك ما بين الطرفين هو معالجة الملفات العالقة وإنهاء عهد الإضرابات والاحتجاجات التي عصفت بقطاع التربية، والعمل على توفير المناخ الملائم لسير المؤسسة الإعلامية وكذا الجماعة التربوية خاصة بعد تلبية الحكومة لكل انشغالات النقابات من طب عمل وخدمات اجتماعية وترقيات وغيرها. وقالت الوزيرة "إن الرهان القوي أمام القطاع هو كيفية القيام بعملية التكيف مع الأجيال القادمة عن طريق الاستفادة من الخبرة والتكنولوجيات الحديثة"، وحثت على ضرورة تبادل الثقة ما بين المجتمع والمدرسة والعمل سويا من أجل معالجة المشاكل التي طرحتها النقابات، وفي سياق ذي صلة، تطرقت المسؤولة الأولى على قطاع التربية إلى أن الميثاق سيفرض على كل الشركاء الاجتماعيين حقوقا وواجبات من شأنها أن تساهم في استقرار القطاع وليس "الشلل". وفي شأن البرنامج المسطر ما بين الوزارة والنقابات بعد الإمضاء على ميثاق أخلاقيات المهنية، نوهت الوزيرة بتحديد طرق عمل مشتركة لتفادي وقوع التلميذ كضحية أولى جراء الاضطرابات، وقالت "لابد من الذهاب إلى مدرسة نوعية والعمل الجماعي لإيجاد حلول مشتركة خاصة منها ما تعلق بمحاربة العنف داخل المدارس الذي هو في تزايد مستمر". وأضافت قائلة "من الممكن أن نختلف في الآراء ولكن هناك ما يسمى بالهدف المشترك والمتفق عليه ألا وهو استقرار القطاع وخلق مدرسة مثالية"، وشددت على أهمية إعادة الثقة بين المجتمع والمدرسة، معتبرة أن المشاكل الحاصلة في القطاع هي طبيعية بالنظر إلى أن "المجتمع بدون مشاكل ليس مجتمعا". وفي سياق آخر حول الغلاف المالي المخصص للتعويضات والمكتسبات التي منحتها الحكومة لعمال القطاع، قالت بن غبريت إن الرقم "يفوق بعض الشيء 200 مليار دج". النقابات تثمن مساعي الوزارة وتقرر العمل معها لمعالجة مشاكل القطاع أكد المنسق الوطني للمجلس الوطني المستقل لمختلف الأطوار "الكنابست" نوار العربي، على أهمية هذا الميثاق الذي يهدف إلى تطوير المدرسة الجزائرية التي أساسها التلميذ، قائلا "إنه بلا تلاميذ لا مدرسة ولا أساتذة"، واعتبر أن التوقيع على الميثاق هو من صلاحيات المجلس الوطني الذي سيفصل في ذلك في الأيام القادمة. من جهته، ثمّن فرحات شابخ الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين النتائج الإيجابية التي صدرت عن الحكومة بخصوص انشغالات العمال. نقابة "الأنباف": التوقيع على الميثاق بداية حل مشاكل القطاع قال ديزي صادق إن التوقيع على الميثاق هو بداية ونهاية في نفس الوقت، بداية قوية لكل إرادة لتطوير القطاع وتقتضي تظافر الجهود وتوفير كل الميكانزمات لحل المشاكل الاجتماعية والمهنية للموظفين وتوفير الهياكل توفير كل الظروف للتلاميذ، ونهاية للبيروقراطية وسياسة التسويف والتلاعب بالمطالب. وقال الصادق "لسنا في حرب لنتحدث عن الاستقرار أو البحث عنها"، مؤكدا أن الاستقرار يأتي بالثقة المتبادلة وبالحوار المستمر، ولا نريد تعطيل مصالح التلاميذ ولا نريد تلاميذ فاشلين تلاميذ لا ينجحون"، مؤكدا افتخاره بالدولة الجزائرية التي وفرت مقعدا بيداغوجيا لكل طفل.. نقابة "السنابست": الاستقرار مهمة الجميع أكد مزيان مريان أن الاستقرار لا يأتي فقط من جهة الشريك الاجتماعي بل أيضا من الجانب الوزاري، وعلى المسؤولين تطبيق الأهداف المسطرة من طرف الوزيرة التي تعمل جاهدة على تحسين المنظومة التربوية، وأكد وجود حلقة متواصلة بين الإدارة والنقابات التي تسير في نسق واحد، مؤكدا ترابطها الوثيق، وهذا قبل أن يؤكد من جانبه على طرح ميثاق الشرف على المجلس الوطني للنقابة الذي لديه القرار على إثرائه والموافقة عليه. نقابة الأسلاك المشتركة: فئة المهنيين تعاني في صمت ومع ذلك عازمون على إنجاح العقد قال رئيس النقابة بحاري علي "أيادينا ممدودة لبناء المدرسة الجزائرية وفق ما رغبها الشهداء رغم أن فئة المهنيين تعاني بصمت ومع ذلك عازمون على أنجاح المنظومة التربوية وتطويرها، وعبر عن أمله أن تعمل نقابته سويا مع وزيرة التربية لحل كل المشاكل، موجها صيحة المهنيين من مخبريين وتقنيين وعمال نظافة وكل فئات الأسلاك المشتركة لوزيرة التربية من أجل انتزاع تأشيرة من الحكومة لإصلاح القليل مما أفسده الآخرون في القانون الأساسي. نقابة عمال التربية التابعة ل"السناباب" أكد رئيسها لعموري لغليظ أن يوم 19 أكتوبر يوم تاريخي له دلالات كثيرة قوية، مؤكدا أن وزارة التربية نجحت ولأول مرة في جمع مختلف النقابات واعتبر مكسب كبير للوزارة. وذكر بالتعليمة 003 الموقعة في أكتوبر 2015 التي اعتبرها مكسبا قويا ساهم في التوقيع على ميثاق الشرف بعد تسوية الوزارة عدة ملفات. بوجناح عبد الكريم رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية "الاسنتيو" قال إن الإمضاء الأولي على ميثاق أخلاقيات قطاع التربية هو مد لجسور التواصل مع الوزارة، مثمنا تلبية بعض مطالب الأساتذة وخاصة ملف الآيلين للزوال الذي أدى بسبب هذا الملف إلى الدخول في كثير من المرات في إضرابات، غير أن هناك مطالب أخرى عالقة تأمل المتحدث تلبيتها من طرف وزيرة التربية في اللقاءات القادمة.