دعا رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, الشباب الجزائري إلى المساهمة ب"فعالية" في بناء جزائر التنمية والرقي "بنفس الروح التي حرر بها أباؤه الإنسان و الارض". وقال رئيس الجمهورية في رسالته "وإنه ليحذوني أمل كبير على إثر عمليات تشبيب الأطر المسيرة لمؤسسات الدولة في أن يتمكن جيل الشباب من مساهمة فعالة في بناء جزائر التنمية والرقي بنفس الروح التي حرر بها آباؤه الإنسان والأرض". و أكد الرئيس بوتفليقة أن مشروع تعديل الدستور سيدعم مكانة الشباب و دوره في مواجهة تحديات الألفية, إلى جانب تعزيز الوحدة الوطنية "حول تاريخنا و حول هويتنا و حول قيمنا الروحية و الحضارية". من جهة أخرى, أهاب رئيس الجمهورية بكل الجزائريات والجزائريين "أن يدركوا ويعوا رهانات المرحلة وعدم الارتباك أمام التحديات التي كثيرا ما يجري تهويلها, لتخويف الشعب والتشكيك في قدراته وهز ثقته في قيادته وأطره". وأعرب رئيس الدولة عن يقينه من أن الشعب الجزائري "المتمرس على مقارعة الخطوب ومواجهة التحديات, سيتجاوز المرحلة الحالية الحبلى بالأزمات, مرتكزا في ذلك على ما جبل عليه من صبر وثبات, ومن حبه للوطن, والدفاع عن مقدساته, ومقدراته, والذود عن حرية وسيادة قراره, مهما اشتد الظرف وعظم الخطب". ثورة نوفمبر 1954 سند تعريف الجزائر و هوية شعبها واعتبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة, أن ثورة نوفمبر 1954 "تأكيد على تمسك أسلافنا, على مر الحقب والعصور بأرضهم وبحريتهم و بكرامتهم وأصبحت بهذا سند تعريف بلادنا و تعريف هوية شعبنا", مؤكدا أن نوفمبر "هو مستند رفض الجزائر لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في شؤونها و للتواجد الأجنبي فوق أرضها". وقال الرئيس في رسالته بمناسبة إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المظفرة "وكانت ثورة نوفمبر كذلك تأكيدا لتمسك أسلافنا, على مر الحقب والعصور, بأرضهم, وبحريتهم, وبكرامتهم, ومن ثم صارت سند تعريف هوية بلادنا و تعريف هوية شعبنا". وأضاف أن هذه الثورة "لم تحرر شعبنا من السيطرة الاستعمارية فحسب, بل إنها أعادت الجزائر إلى الوجود بعد أن جردت طيلة مائة واثنين وثلاثين عاما من تاريخها ومن ثقافتها وحتى من شعبها, من خلال تلك المحاولات اليائسة التي رامت تحويلها إلى مجرد عمالات مضافة إلى عمالات الدولة المحتلة لها". وأكد الرئيس بوتفليقة أن ثورة نوفمبر العظيمة "وسمت التاريخ المعاصر بميسمها من ثم, إنها باتت تحظى, خارج حدودنا, بالاحترام في كل القارات, إكبارا وتقديرا لبسالة الشعب الجزائري المكافح وعرفانا للمجد الذي جلبته للعالم العربي ولقاء لما كان لها من أثر في تعجيل استقلال غيرها من البلدان الإفريقية". وأشار إلى أن اللائحة التاريخية رقم 1514 الصادرة عن الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة والمصادق عليها في ديسمبر 1960 التي قضت بحق الشعوب والبلدان المستعمرة في الاستقلال, "خير رجع لصدى تلك الانتفاضة السلمية التي أكد شعبنا من خلالها أن جيش التحرير كان يكافح باسمه وأنه لا ينشد من وراء كفاحه إلا استقلال الجزائر دون سواه". و تابع مؤكدا ان نوفمبر 1954 هو أيضا "مستند رفض الجزائر لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها أو للتواجد الأجنبي فوق أرضها و الينبوع من حيث ينهل شعبنا ما يحتاج إليه من الطاقة ليقدم على وثباته الوطنية كلما واجهته عظائم التحديات التي كانت المأساة الوطنية أشدها إيلاما". "لقد كتب على الشعب الجزائري- يقول رئيس الجمهورية - أن يكافح, وحيدا بلا نصير, من أجل بقاء وطنه, ويقارع إرهابا أعمى عديم الإنسانية مقارعة كان إبانها المجاهدون الأشاوس مضربا للأمثال في روح المواطنة والتجند من أجل نجدة الوطن". "بعد ذلك, أبى شعبنا إلا أن يبرهن للعالم برهانا ساطعا على حبه لوطنه وعلى تقديسه الحياة التي كرمها القرآن الكريم", يضيف الرئيس بوتفليقة في رسالته.